حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادة: ﴿يُبَصَّرُونَهُمْ﴾: يُعَرَّفونهم يُعَلَّمون، واللهِ لِيُعَرَّفَنَّ قومٌ قومًا، وأَناسٌ أناسًا (٢).
وقال آخرون: بل عُنِى بذلك المؤمنون أنهم يُبَصَّرون الكفارَ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿يُبَصَّرُونَهُمْ﴾: المؤمنون يُبَصَّرون الكافرين (٢).
وقال آخرون: بل عُنِى بذلك الكفارُ الذين كانوا أتباعًا لآخرين في الدنيا على الكفرِ، أنهم يُعَرَّفون المَتْبوعين في النارِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني يونُسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿يُبَصَّرُونَهُمْ﴾. قال: يُبَصَّرون الذين أضَلُّوهم فى الدنيا في (٣) النارِ (٤).
وأولى الأقوالِ فى ذلك بالصحة عندنا قولُ مَن قال: معنى ذلك: ولا يَسْأَلُ حميمٌ حميمًا عن شأنِه، ولكنهم يُبَصَّرُونهم فيعْرِفونهم، ثم يَفِرُّ بعضُهم من بعضٍ، كما قال جلَّ ثناؤُه: ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (٣٤) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (٣٥) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (٣٦)
(١) عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٦/ ٢٦٥ إلى المصنف. (٢) عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٦/ ٢٦٥ إلى عبد بن حميد وابن المنذر. (٣) سقط من: م. (٤) ذكره القرطبي في تفسيره ١٨/ ٢٨٥.