حدَّثنا الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا شَريكٌ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ فى: ﴿وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾. قال: العظيمُ المتقبَّلُ.
[ثنا ابنُ سنانٍ، قال: ثنا عثمانُ بنُ عمرَ، قال: أخبَرنا ابنُ جريجٍ، عن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِه: ﴿وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾. قال: سليمٍ مُتقبَّلٍ](١).
وقال آخرون: قيل له: عظيمٌ؛ لأنه ذبحٌ ذُبح بالحقِّ، وذلك ذَبْحُه بدينِ إبراهيمَ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، عن ابن إسحاقَ، عن عمرِو بن عبيدٍ، عن الحسنِ أنه كان يقولُ: ما يقولُ اللهُ: ﴿وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾ لذبيحتِه التي ذبَح فقط، ولكنه الذَّبحُ على دينِه، فتلك السُّنَّةُ إلى يومِ القيامةِ، فاعْلَموا أن الذبيحةَ تَدْفَعُ مِيتةَ السَّوْءِ، فضحُّوا عبادَ اللهِ (٢).
قال أبو جعفرٍ: ولا قولَ فى ذلك أصحُّ مما قال اللهُ جلَّ ثناؤُه، وهو أن يقالَ: فداه اللهُ بذِبْحٍ عظيم. وذلك أن اللهَ عَمَّ وصفَه إياه بالعِظَمِ دونَ تخصيصِه، فهو كما عمَّه به.
وقولُه: ﴿وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ﴾. يقوُل تعالى ذكرُه: وأَبْقَيْنا عليه فيمَن بعدَه إلى يومِ القيامةِ ثناءً حسنًا.
كما حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي
(١) سقط من: ص، م، ت ١. (٢) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٢٧٧ عن ابن حميد به.