الْآخِرِينَ﴾. قال: أبْقَى اللهُ عليه الثناءَ الحسنَ في الآخِرِين (١).
حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زِيدٍ فى قولِه: ﴿وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ﴾. قال: سأَل إبراهيمُ، فقال: واجْعَلْ لى لسانَ صدقٍ في الآخِرِين. قال: فترَك اللهُ عليه الثناءَ الحسنَ في الآخرين، كما ترَك الثناءَ (٢) السَّوْءَ على فرعونَ وأشباهِه، كذلك ترَك اللسان الصِّدقَ والثناءَ الصالحَ على هؤلاء.
وقيل: معنى ذلك: وترَكنا عليه في الآخرين السلامَ، وهو قولُه: ﴿سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾.
وذلك قولٌ يُرْوَى عن ابنِ عباسٍ، ترَكْنا ذكرَه؛ لأن في إسنادِه مَن لا نستجيزُ ذكرَه، وقد ذكَرْنا الأخبارَ المرويةَ فى قولِه: ﴿وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ﴾. فيما مضَى قبلُ (٣).
وقيل: معنى ذلك: وترَكْنا عليه فى الآخرين أن يقالَ: سلامٌ على إبراهيمَ.
وقولُه: ﴿سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: أَمَنَةٌ مِنَ اللهِ فِي الأَرضِ لإبراهيمَ، أن (٤) يُذْكَرَ مِن بعدِه إلا بالجميلِ مِن الذكرِ.
وقولُه: ﴿كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾. يقولُ: كما جزَيْنا إبراهيم على طاعتِه إيانا، وإحسانِه فى الانتهاءِ إلى أمرِنا، كذلك نَجْزِي المحسنين.
﴿إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ﴾. يقولُ: إن إبراهيمَ من عبادِنا المُخْلِصِين لنا الإيمانَ.
(١) عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٥/ ٢٨٥ إلى المصنف وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. (٢) في م: "اللسان". (٣) ينظر ما تقدم في ص ٥٦١، ٥٦٢. (٤) في م: "أن لا".