حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ﴾. وقد قالت قريشٌ: إنما يُعلِّمُه بشرٌ؛ عبدٌ لبنى الحَضْرميِّ يقالُ له: يعيشُ. قال اللهُ تعالى: ﴿لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ﴾. وكان يعيشُ يقرَأُ الكُتُبَ (٢)
وقال آخرون: بل كان اسمَه جَبْرٌ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا ابنُ حُميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، عن ابنِ إسحاقَ، قال: كان رسولُ اللهِ ﷺ -فيما بَلَغَنى- كثيرًا ما يجلِسُ عندَ المَرْوَةِ إلى (٣) غلامٍ نَصْرانِيٍّ يُقالُ له: جَبْرٌ. عبدٌ [لبعضِ بني الحَضْرميِّ](٤)، فكانوا يقولون: واللهِ ما يُعلِّمُ محمدًا كثيرًا مما يأتى به إلا جبرٌ النصرانيُّ غلامُ (٥) الحضْرميِّ. فأنزَل اللهُ تعالى فى قولِهم: ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ﴾ (٦).
(١) تفسير الثورى ص ١٦٧ عن حبيب به، وعنده: "غلام لبنى عامر بن لؤى أظنه يقال له: يعيش. أو من أهل الكتاب"، وأخرجه المستغفرى فى الصحابة -كما في الإصابة ٦/ ٦٨٩ - من طريق وكيع به، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٤/ ١٣١ إلى المصنف، وعنده "مقيس". (٢) عزاه السيوطى ٤/ ١٣١ إلى ابن أبي حاتم، وعنده "مقيس". (٣) بعده في مصدرى التخريج: "مبيعة". (٤) في النسخ: "عبد لبنى بياضة الحضرمي"، وفي سيرة ابن هشام: "بني الحضرمي". والمثبت من تفسير ابن كثير. (٥) بعده في السيرة: "بني". (٦) سيرة ابن هشام ١/ ٣٩٣، كما ذكره ابن كثير في تفسيره ٤/ ٥٢٣.