فعلتِكم هذه تفريطُكم في يوسفَ. يقولُ: أو لم تَعْلَموا مِن قبلِ هذا تفريطَكم في يوسفَ؟
وإذا صُرِف [تأويلُ الكلامِ](١) إلى هذا الذي قلناه، كانت "ما" حينئذٍ في موضعِ نصبٍ. وقد يجوزُ أن يكونَ قولُه: ﴿وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ﴾ خبرًا مبتدَأً، ويكونَ قولُه: ﴿أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ﴾ خبرًا متناهيًا، فتكونَ "ما" حينئذٍ في موضعِ رفعٍ، كأنه قيل: ومِن قبلِ هذا تفريطُكم في يوسفَ، فتكونَ "ما" مرفوعةً بـ ﴿وَمِنْ قَبْلُ﴾ هذا وقد (٢) يجوزُ أن تكونَ "ما"(٣) صلةً في الكلامِ، فيكونَ تأويلُ الكلامِ: ومِن قبلُ ما (٤) تفريطُكم في يوسفَ.
وقولُه: ﴿فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ﴾ التي أنا بها - وهى مصرُ - فأُفَارِقَها ﴿حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي﴾ بالخروجِ منها.
كما حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، عن ابن إسحاقَ: ﴿فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ﴾ التي أنا بها اليومَ ﴿حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي﴾ بالخروجِ منها (٥).
حدَّثني المثنَّى، قال: ثنا أبو حُذيفةَ، قال: ثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: قال شِمْعونُ: ﴿لَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ
(١) في ت ١: "الكلام وتأويله". (٢) سقط من: م. (٣) بعده في ص، ت ١، ت ٢، ف: "التي"، وبعده في م: "التي تكون"، والمثبت مناسب للسياق. ويريد المصنف بالصلة الزيادة. (٤) في م: "هذا". (٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢١٨٢ (١١٨٥٦) من طريق سلمة به.