عن المِنْهالِ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، عن ابنِ عباسٍ: ﴿وَقُولُوا حِطَّةٌ﴾. قال: أُمِرُوا أن يَستَغفِروا (١).
وقال آخَرون نحوَ (٢) قولِ عِكْرمةَ، إلا أنهم قالوا: القولُ الذى أُمِروا أن يَقُولوه هو أن يَقُولوا: هذا الأمرُ حقٌّ كما قيل لكم.
ذكرُ مَن قال ذلك
حُدِّثْتُ عن المِنْجابِ، قال: ثنا بشرٌ، عن أبى رَوْقٍ، عن الضَّحَّاكِ، عن ابنِ عباسٍ في قولِه: ﴿وَقُولُوا حِطَّةٌ﴾. قال. قولوا: هذا الأمرُ حقٌّ كما قيل لكم (٣).
واخْتَلَف أهلُ العربيةِ في المعنى الذى مِن أجلِه رُفِعَت "الحِطَّةُ"؛ فقال بعضُ نحويِّى أهلِ البصرةِ: رُفِعَت "الحِطًّةُ" بمعنى قولوا: ليكنْ منك (٤) حِطَّةٌ لذُنوبنا. كما تقولُ للرجلِ: سَمْعُك.
وقال آخَرون منهم: هى كلمةٌ أمَرَهم اللهُ أن يقولوها مرفوعةً، وفرَض عليهم قِيلَها كذلك.
وقال بعضُ نحويِّى الكوفةِ (٥): رُفِعَت "الحِطَّةُ" بضَميرِ "هذه"، كأنه قال: وقولوا: هذه حطةٌ.
وقال آخَرُ منهم: هى مرفوعةٌ بضَميرٍ معناه الخبرُ، كأنه قال: قولوا: ما هو
(١) سيأتى مطولًا في ص ٧٢٥، ٧٢٦. (٢) فى ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "نظير". (٣) أخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره ١/ ١١٨ (٥٨١) عن أبى زرعة، عن منجاب. (٤) في ص، ر، م، ت ٣: "منكم". (٥) في ص، ر، م: "الكوفيين".