ما فوقَه هواءٌ، وما تحتَه هواءٌ، ثم خَلَقَ عرشَه على الماءِ" (١).
حدَّثنا خَلَّادُ بنُ أسلمَ، قال: أخبَرنا النضرُ بنُ شُمَيلٍ، قال: أخبَرنا المسعوديُّ، قال: أخبَرنا جامعُ بنُ شدّادٍ، عن صفوانَ بنِ مُحْرزٍ، عن ابنِ حُصَيبٍ (٢) - وكان مِن أصحابِ رسولِ اللَّهِ ﷺ قال: أتَى قومٌ رسولَ اللَّهِ ﷺ، فَدَخَلُوا عليه، فجَعَل يُبَشِّرُهم ويقولون: أعْطِنا، حتى ساءَ ذلك رسولَ اللَّهِ ﷺ، ثم خَرَجوا مِن عندِه، وجاء قومٌ آخرون فدَخَلوا عليه، فقالوا: جِئْنا نُسَلِّمُ على رسولِ اللَّهِ ﷺ، ونتفقَّه في الدينِ، ونسألُه عن بَدْءِ هذا الأمرِ، قال: "فاقْبَلوا البُشْرَى إذ لم يَقْبَلُها أولئك الذين خَرَجوا". قالوا: قَبِلْنا. فقال رسولُ اللَّهِ ﷺ: "كان اللَّهُ لا (٣) شيءَ غيرُه، وكان عرشُه على الماءِ، وكَتَبَ في الذكرِ قبلُ كلَّ شيءٍ، ثم خَلَقَ سبعَ سماواتٍ". ثم أتاني آتٍ، فقال: تلك ناقتُك قد ذَهَبَت. فَخَرَجْتُ يَنْقَطِعُ دونَها السَّرابُ، ولوَدِدْتُ أني تركتُها (٤).
(١) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٣٧. وأخرجه أحمد ٢٦/ ١٠٨ (١٦١٨٨)، والترمذي (٣١٠٩)، وابن ماجه (١٨٢)، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة في كتاب العرش ص ٧ من طريق يزيد بن هارون به. وحسنه الترمذي. (٢) في م: "حصين". وهو بريدة بن حصيب. وقد روى هذا الحديث من وجهين: الأول - وهو الذي بين أيدينا - عن ابن حصيب، والثاني عن ابن حصين. وينظر مصادر التخريج. (٣) في م: "ولا". (٤) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٣٨ - وفيه ابن حصين وهو خطأ - وأخرجه ابن خزيمة في التوحيد ص ٢٤٢، ٢٤٣، والحاكم ٢/ ٣٤١ من طريق المسعودي به. وأخرجه أبو الشيخ في العظمة (٢١٠، ٢١٣) من طريق المسعودي عن جامع عن ابن بريدة - وفي الموضع الثاني: عن رجل عن بريدة - وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٣٢٢ إلى ابن المنذر وابن حبان وابن مردويه وهو عن ابن حبان عن عمران بن حصين. وحديث عمران أخرجه النسائي في الكبرى (١١٢٤٠) من طريق المسعودي به. وأخرجه أحمد ٤/ ٤٣١، ٤٣٢ (الميمنية)، والبخاري (٧٤١٨)، والدارمي في الرد على الجهمية ص ١٠، ١١، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة في كتاب العرش ص ١، والمصنف في تاريخه ١/ ٣٨، والبيهقي في الأسماء والصفات (٨٠٠)، وفي الاعتقاد ص ٩٢، وغيرهم من طريق جامع به.