حدَّثني يحيى بن جعفرٍ، قال: ثنا أحمد بن أبى بكر، عن يحيى بن عمرانَ، عن جَدِّه عثمان بن الأرقم، عن (١) عمِّه، عن جدِّه، قال: قال رسول الله ﷺ يومَ بدرٍ: "رُدُّوا ما كان مِن الأَنْفالِ". فوضع أبو أُسَيْدِ الساعدى سيفَ ابن عائذٍ (٢) المَرْزُبانَ، فعرفه الأرقمُ، فقال: هبْهُ لي يا رسول الله. قال: فأعطاه إيّاه.
حدَّثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفرٍ، قال: ثنا شعبة، عن سماك ابن حربٍ، عن مصعب بن سعدٍ، عن أبيه، قال: أصبتُ سيفا. قال: فأتى به النبيَّ ﷺ فقال: يا رسولَ اللهِ نَفِّلْنيه. فقال:"ضَعْهُ". ثم قام فقال: يا رسولَ اللهِ نفِّلنيه، قال:"ضَعْهُ". قال: ثم قام فقال: يا رسولَ اللهِ نفِّلنيه، أأُجعَلُ كمَن لا غَنَاء له؟! فقال النبيُّ ﷺ:"ضَعْهُ مِنْ حَيْثُ أَخَذْتَهُ". فنزلت هذه الآية: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ قُلِ الْأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُول﴾ (٣).
حدَّثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو أحمدَ، قال: ثنا إسرائيل، عن سماك، عن مصعب بن سعد، عن سعد، قال: أخَذتُ سيفًا من المغنم، فقلتُ: يا رسول الله، هب لي هذا، فنزلت ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ﴾.
حدَّثني الحارث، قال: ثنا عبد العزيز، قال: ثنا إسرائيل، عن إبراهيم بن مُهاجرٍ، عن مجاهد في قوله: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ﴾. قال: قال سعد: كنتُ أخَذتُ سيف سعيد بن العاص بن أمية، فأتيتُ رسول الله ﷺ، فقلتُ:
(١) كذا في النسخ، ولعل الصواب: "وعن"، ويكون يحيى بن عمران رواه عن جده مباشرة وبواسطة. ينظر الجرح والتعديل ٩/ ١٧٧، ١٧٨ (٧٣٧)، وتعجيل المنفعة ٢/ ٣٦٢. (٢) في النسخ: "عائد"، وينظر التعليق على الأثر السابق. (٣) أخرجه مسلم (١٧٤٨/ ٣٤)، والبزار (١١٤٩) عن محمد بن المثنى به، وأخرجه أحمد ٣/ ١٦٣ (١٦١٤)، وابن حبان (٦٩٩٢) من طريق محمد بن جعفر به، وأخرجه الطيالسي (٢٠٥)، وابن زنجويه في الأموال (١١٢٥)، والطحاوى في شرح معاني الآثار ٣/ ٢٧٩، وابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٦٤٩، والبيهقى ٦/ ٢٩١ من طريق شعبة به.