﴿وَمُسْتَوْدَعَهَا﴾ في الآخرةِ. يعني: ﴿فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ﴾ (١).
حدَّثني المثنَّى، قال: ثنا سُوَيْدُ بنُ نصرٍ، قال: أخبَرنا ابنُ المباركِ، عن شعبةَ، عن أبى بشرٍ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، قال: المستودعُ في الصُّلْبِ، والمستقرُّ في الآخرةِ، وعلى وجهِ الأرضِ (٢).
وقال آخرون: معنى ذلك: فمستقَرٌّ في الرحمِ، ومستودَعٌ في الصلبِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا هنادٌ، قال: ثنا أبو الأحوصِ، عن أبي الحارثِ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ في قولِ اللهِ: ﴿فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ﴾. قال: مستقرٌّ في الرحمِ، ومستودَعٌ في صلبٍ لم يُخْلَقْ سيُخْلَقُ (٣).
حدَّثنا ابنُ وكيعٍ، قال: ثنا جريرٌ، عن يحيى الجابرِ (٤)، عن عكرمةَ: ﴿فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ﴾. قال: المستقرُّ الذي قد اسْتَقرَّ في الرحمِ، والمُسْتَوْدَعُ الذي قد اسْتُودِع في الصلبِ (٥).
(١) تفسير عبد الرزاق ١/ ٢١٥، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٣٥٥، ١٣٥٧ (٧٦٨٤)، ٧٦٩٥)، ٦/ ٢٠٠٢، ٢٠٠٣ عن الحسن بن يحيى به. وعزاه السيوطي أيضا في الدر المنثور ٣/ ٣٦ إلى أبي الشيخ. وقال ابن أبي حاتم: رواه الثقات عن إسماعيل بن أبي خالد عن النخعي عن ابن مسعود قال: مستقرها في الرحم. وهكذا أخرجه سعيد بن منصور في سننه (٨٩٥ - تفسير) - ومن طريقه الطبراني (٩٠١٧) - عن ابن عيينة به بلفظ: مستودعها في الدنيا ومستقرها في الرحم. وتقدم في ص ٤٣٣، وسيأتي في ١٢/ ٣٢٥. (٢) سيأتي تخريجه في الصفحة القادمة. (٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٣٥٥، ١٣٥٧ (٧٦٨٣، ٧٦٩٢)، ٦/ ٢٠٠٢، ٢٠٠٣ من طريق عكرمة به بنحوه. (٤) في م، ت ٢، ت ٣: "الجابري". (٥) ينظر: التبيان ٤/ ٢١٤.