عليِّ بنِ أبي طلحةَ، عن ابنِ عباسٍ: ﴿وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ﴾. قال: يُسَلِّطُ بعضَكم على بعضٍ بالقتلِ والعذابِ (١).
حدَّثنا سعيدُ بنُ الربيعِ الرازيُّ، قال: ثنا سفيانُ، عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن مُجاهدٍ، قال: عذابُ هذه الأُمَّةِ أهلِ الإقرارِ بالسيفِ، ﴿أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ﴾. وعذابُ أهلِ التكذيبِ الصَّيْحةُ والزلْزلةُ (٢).
ثم اخْتَلَف أهلُ التأويلِ في مَن عُنِي بهذه الآيةِ؛ فقال بعضُهم: عُنِي بها المسلمون مِن أمةِ محمدٍ ﷺ، وفيهم نزَلَت.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني محمدُ بنُ عيسى الدَّامَغانيُّ، قال: أخْبرَنا ابنُ المباركِ، عن الربيعِ بنِ أنسٍ، عن أبي العاليةِ في قولِه: ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ﴾ الآية. قال: فهن أربعٌ، وكلُّهن عذابٌ، فجاء [مستقَرُّ اثنتين](٣) بعدَ وفاةِ رسولِ اللهِ ﷺ بخمسٍ وعشرين سنةً؛ فلُبِسوا شِيعًا، وأُذِيق بعضُهم بأسَ بعضٍ، وبقِيَت اثنتان، فهما لابدَّ واقِعتانِ. يعني الخَسْفَ والمَسْخَ.
حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن مُجاهدٍ في قولِه: ﴿مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ﴾: لأمةِ محمدٍ ﷺ، وأعْفاكم منه، ﴿أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا﴾. قال: ما كان فيكم مِن الفتنِ والاخْتلافِ (٤).
(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٣١٢ (٧٤١٦) من طريق عبد الله بن صالح به. (٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٧ إلى المصنف وابن أبي حاتم. (٣) في م: "منهن اثنتين". (٤) تفسير مجاهد ص ٣٢٣، ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٣١٠، ١٣١١ (٧٤١٣،٧٤٠٤).