مالى من (١) رخصةٍ؟ فقال (٢): لا. قال ابن أُمِّ مكتومٍ: اللهمَّ، إنى ضريرٌ فرَخِّصْ لى، فأَنْزل اللهُ:(غيرَ أُولى الضَّرَرِ)، فأمَر (٣) رسولُ اللهِ ﷺ فكتَبها، يعنى: الكاتبَ (٤).
حدَّثني محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بن بَزِيعٍ ويعقوبُ بنُ إبراهيمَ، قالا: ثنا بشرُ بنُ المُفَضَّلِ، عن عبدِ الرحمنِ بن إسحاقَ، عن الزهريِّ، عن سهلِ بن سعدٍ (٥)، قال: رأيتُ مروانَ بنَ الحكمِ جالسًا، فجئتُ حتى جلَستُ إليه، فحدَّثنا أن زيدَ بنَ ثابتٍ حدَّثه "أن رسولَ الله ﷺ أملَى (٦) عليه: (لا يَسْتَوِي القَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ والمجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ). قال: فجاء ابن أُمِّ مكتومٍ وهو يُمْلِيها عليَّ، فقال: يا رسولَ اللهِ، لو أستطيعُ الجهادَ لجاهدْتُ، قال: فأَنزل اللهُ عليه وفخذُه على فخذِي، فثقُلت [حتى ظنَنْتُ أن سترضُّ](٧) فخذى، ثم سُرِّى عنه، فقال:(غَيْرَ أُوْلِى الضَّرَرِ)(٨).
حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبرَنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبرَنا مَعْمَرٌ، عن
(١) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٣، س. (٢) في ص، م، ت ١، ت ٢، س: "قال". (٣) في ص، م: "وأمر". (٤) أخرجه الطبراني في الكبير (٥٠٥٣) من طريق أبي كريب به، وانظر الفتح ٨/ ٢٦١. (٥) في الأصل: "سعيد". وهو تحريف. (٦) في ص، م، ت ١، ت ٢، س: "أنزل". (٧) في ص م: "فظننت أن ترض". ورَضّ الشيء يرُضُّه رضًّا: كسره. اللسان (ر ض ض). (٨) أخرجه النسائي (٣٠٩٩) عن محمد بن عبد الله بن بزيع - وحده - به، وأخرجه ابن سعد ٤/ ٢١٢، والطبراني (٤٨١٤) من طريق بشر بن المفضل به، وأخرجه الطبراني (٤٨١٥) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق به، وأخرجه ابن سعد ٤/ ٢١١، وأحمد ٥/ ١٨٤ (٢١٦٤٢ - ميمنية)، والبخاري (٢٨٣٢، =