ابن المغيرةِ، قال: ثنا مِسْعَرٌ، عن أبي إسحاقَ، عن البراءِ أنه قال: لمَّا نزَلت ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾. كلَّمه ابن أُمِّ مكتومٍ، فأُنْزِلت (غيرَ أُولى الضَّرَرِ)(١).
حدَّثنا محمدُ بن المُثَنَّى، قال: ثنا محمدُ بنُ جعفرٍ، قال: ثنا شعبةُ، عن أبي (٢) إسحاقَ أنه سمِع البراءَ يقولُ في هذه الآيةِ: (لا يَسْتَوِي القَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ والمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ)(٣): فأمَر رسولُ اللهِ ﷺ زيدًا، فجاء بكتفٍ فكتَبها، قال: فشكا إليه ابن أُمِّ مكتومٍ ضرارتَه (٤)، فنزَلت:(لَّا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرَ أُوْلِي الضَّرَرِ)(٥).
قال شعبةُ: وأخبرنى سعدُ (٦) بنُ إبراهيمَ، عن أبيه، عن رجلٍ، عن زيدٍ في هذه الآيةِ: ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ﴾ مثلَ حديثِ البَرَاءِ.
حدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، قال: ثنا إسحاقُ بنُ سليمانَ، عن أبي سِنَانٍ الشَّيبانيِّ، عن أبى (٢) إسحاقَ، عن زيد بن أَرْقَمَ، قال: لَمَّا نزَلتْ: (لا يَسْتَوِي القَاعِدُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ والمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ). جاء ابن أمِّ مكتومٍ، فقال: يا رسولَ اللهِ،
(١) أخرجه مسلم (١٨٩٨)، وابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ١٠٤١٣ (٥٨٤٥) من طريق مسعر به. (٢) في م: "ابن". (٣) بعده في ص، م: "قال". (٤) في الأصل: "ضرره". والضرارة: العمى. وهى من الضُّرِّ: سوء الحال. التاج (ض ر ر). (٥) أخرجه مسلم (١٨٩٨) عن ابن المثنى وابن بشار، عن محمد بن جعفر به، وأخرجه الطيالسى (٧٤٠)، والبخارى (٢٨٣١، ٤٥٩٣)، والواحدى في أسباب النزول ص ١٣١، وغيرهم من طرق عن شعبة به. (٦) في الأصل: "سعيد".