حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبَرنا مَعْمَرٌ، عن قتادةَ، قال: ﴿قَانِتَاتٌ﴾: مُطِيعاتٌ (١)
حدَّثنا محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ مُفَضَّلٍ، قال: ثنا أسباطُ، عن السُّديِّ: القانِتاتُ المُطِيعاتُ (٢).
حدَّثني المُثَنَّى، قال: ثنا حِبَّانُ بنُ، موسى، قال: أخبَرنا ابنُ المُباركِ، قال: سمِعتُ سُفيان يقولُ في قولِه: ﴿قَانِتَاتٌ﴾: مُطيعاتٌ لأزواجِهن (٣).
وقد بَيَّنَّا مَعنى القُنوتِ فيما مضَى، وأنه الطاعةُ، ودَلَّلنا على صحةِ ذلك من الشواهدِ بما أغنَى عن إعادتِه (٤).
وأما قوله: ﴿حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ﴾. فإنه يعني: حافِظاتٌ لأنفسِهنَّ عندَ غَيْبة أزواجِهنَّ عنهن، في فُروجِهن وأموالِهم، وللواجبِ عليهنّ من حقِّ اللَّهِ في ذلك وغيرِه.
كما حدَّثنا بِشْرُ بنُ مُعاذٍ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ﴾. يقولُ: حافظاتٌ لِما استَودَعَهنَّ اللَّهُ من حقِّه، وحافِظاتٌ لغَيْبِ أزواجِهن (٥).
حدَّثنا محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ مُفَضَّلٍ، قال: ثنا أسباطُ، عن السُّدِّيِّ: ﴿حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ﴾. يقولُ: تَحفَظُ على زوجِها مالَه
(١) تفسير عبد الرزاق ١/ ١٥٧. (٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٩٤٠ عقب الأثر (٥٢٥٣) من طريق عمرو بن حماد عن أسباط به. (٣) ذكره الطوسي في التبيان ٣/ ١٨٩. (٤) ينظر ما تقدم في ٢/ ٤٦٢ وما بعدها. (٥) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١٥١ إلى المصنف وعبد بن حميد وابن المنذر.