ابن عطاءٍ، عن عكرمةَ، قال: قتَل المسلمون من المشركين يومَ بدرٍ سبعين، وأسَروا سبعين، وقتَل المشركون يومَ أحدٍ من المسلمين سبعين، فذلك قولُه: ﴿قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا﴾، ﴿قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا﴾ ونحن مسلمون نقاتلُ غضبًا للهِ، وهؤلاء مشركون؟! ﴿قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ﴾ عقوبةً لكم بمعصيتِكم النبيَّ ﷺ حينَ قال ما قال (١).
حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجَّاجٌ، عن مباركٍ، عن الحسنِ: ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ﴾. قالوا: فإنما أصابنا هذا؛ لأنا قَبِلنا الفداءَ يومَ بدرٍ من الأُسارى، وعصَينا النبيَّ ﷺ يومَ أحدٍ، فمن قُتِل منا كان شهيدًا، ومن بقىَ منا كان مطهَّرًا، رضِينا ربَّنا (٢).
حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجَّاجٌ، عن مباركٍ، عن الحسنِ وابنِ جريجٍ، قالا: معصيتُهم أنه قال لهم: "لا تتَّبعوهم"، يومَ أحدٍ، فاتَّبعوهم (٣).
حدَّثنا محمدٌ، قال: ثنا أحمدُ، قال: ثنا أسباطُ، عن السُّديِّ، ثم ذكَر ما أُصِيب من المؤمنين، يعنى بأحدٍ، وقُتِل منهم سبعون إنسانًا، ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا﴾: كانوا يومَ بدرٍ أسَروا سبعين رجلًا، وقتَلوا سبعين، ﴿قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا﴾: أي من أين هذا؟ ﴿قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ﴾ إنكم عصَيتم (٤).
(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٩٣ إلى المصنف. (٢) في م، ت ٢، ت ٣: "بالله ربا". (٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٩٣ إلى المصنف وابن أبي حاتم. وهو عند ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٧٩٧، ٧٩٨ (٤٣٩٧) من طريق سعيد بن سليمان عن مبارك عن الحسن مطولًا بمعناه. (٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٨١٠ عقب الأثر (٤٤٧٥) من طريق أسباط به.