وستون (١) ومائةُ سنةٍ. هل مع هذا يا محمدُ غيرُه؟ قال:"نَعَمْ". قال: ماذا؟ قال:" ﴿الر﴾ ". قال: هذه أثقلُ وأطولُ؛ الألفُ واحدةٌ، واللامُ ثلاثون، والراءُ مائتان، فهذه إحدى وثلاثون ومائتا سنةٍ. فهل (٢) مع هذا غيرُه يا محمدُ؟ قال:"نَعَمْ، ﴿المر﴾ ". قال: فهذه أثقلُ وأطولُ؛ الألفُ واحدةٌ، واللامُ ثلاثون، والميمُ أربعون، والراءُ مائتان، فهذه إحدى وسبعون ومائتا سنةٍ. ثم قال: لقد لُبِّس علينا أمْرُك يا محمدُ حتى ما نَدْرِي أقليلًا أُعْطِيتَ أم كثيرًا. ثم قاموا عنه، فقال أبو ياسرٍ لأخيه حُيَيِّ بنِ أخْطَبَ ولمن معه مِن الأحبارِ: ما يُدْرِيكم لعلَّه قد جُمِع هذا كلُّه لمحمدٍ؛ إحدى وسبعون، وإحدى وستون (٣) ومائةٌ، وإحدى وثلاثون ومائتان، وإحدى وسبعون ومائتان، فذلك سبعُمائةٍ وأربعٌ [وثلاثون](٤). فقالوا: لقد تَشابَه علينا أمرُه. فيَزْعُمون أن هؤلاء الآياتِ نزَلَت فيهم ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ﴾ (٥)[آل عمران: ٧].
قالوا: قد صرَّح (٦) هذا الخبرُ بصحةِ ما قلنا في ذلك مِن التأويلِ وفسادِ ما قاله مُخالِفونا فيه.
(١) في ت ٢، ونسخة من سيرة ابن هشام: "ثلاثون". وهو مبني على التقدير السابق للصاد. (٢) في ر، م، ت ٢: "فقال: هل". (٣) في ر: "ثلاثين"، وفي ت ٢: "ثلاثون". (٤) في ص، ر، ت ٢، ونسخة من سيرة ابن هشام: "سنين". (٥) أخرجه البخاري في التاريخ ٢/ ٢٠٨ معلقًا عن سلمة بن الفضل به. وقال ابن كثير في تفسيره ١/ ٥٩، ٦٠: حديث ضعيف … مداره على محمد بن السائب الكلبي، وهو مما لا يحتج بما انفرد به. واختلف فيه على ابن إسحاق. ينظر تاريخ البخاري، وسيرة ابن هشام ١/ ٥٤٥. (٦) في ص: "صح".