السَّلْمِ) بفتحِ السينِ. وقرَأته عامَّةُ قَرَأَةِ الكوفيين بكسرِ السينِ (١). فأمَّا الذين فتَحوا السينَ مِن "السَّلْمِ"، فإنهم وجَّهوا تأويلَها إلى المسالمةِ، بمعنى: ادْخُلوا في الصلحِ والمسالمةِ (٢) وترْكِ الحربِ بإعطاءِ الجزيةِ. وأما الذين قرَءوا ذلك بالكسرِ مِن السينِ فإنهم مختلِفون في تأويلِه؛ فمنهم مَن يُوَجِّهُه إلى الإسلامِ، بمعنى: ادْخُلوا في الإسلامِ كافَّة. ومنهم مَن يُوَجِّهُه إلى الصلحِ، بمعنى: ادخلوا في الصلحِ. ويَسْتَشْهِدُ على أن السينَ تُكْسَرُ وهي بمعنى الصلحِ، بقولِ زُهَيْرِ بنِ أبي سُلْمَى (٣):
وأَوْلَى التأويلاتِ بقولِه: ﴿ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ﴾. قولُ مَن قال: معناه: ادْخُلوا في الإسلامِ كافَّةً.
وأمَّا الذي هو أَوْلَى القراءتينِ بالصوابِ (٤) في قراءةِ ذلك، فقراءةُ مَن قرَأ بكسرِ السينِ؛ لأن ذلك إذا قُرِئ كذلك وإن كان قد يَحْتَمِلُ معنى الصلحِ، فإن معنى الإسلامِ ودوامِ الأمر الصالحِ عندَ العربِ عليه أغلبُ مِن الصلحِ والمسالمةِ، ويُنْشَدُ بيتُ أخي كِنْدَةَ (٥):