حدَّثني يونسُ بنُ عبدِ الأعلى، قال: أخْبَرَنا ابنُ وهبٍ، قال: أخْبَرَني هشامُ بنُ سعدٍ، عن [عُبَيدِ اللَّهِ](١) بنِ عمرَ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ أبي ليلى، عن أُبيِّ بنِ كعبٍ أنه قال: سمِعْتُ رجلًا يَقْرَأُ في سورةِ "النحلِ" قراءةً تُخالِفُ قراءتي، ثم سمِعْتُ آخرَ يَقْرَؤُها [قراءةً تُخالِفُ ذلك](٢)، فانْطَلَقْتُ بهما إلى رسولِ اللَّهِ ﷺ فقلتُ: إني سمِعْتُ هذين يَقْرَأان في سورةِ "النحلِ"، فسأَلْتُهما مَن أقْرَأَهما؟ فقالا: رسولُ اللَّهِ ﷺ فقلت: لَأَذْهَبَنَّ بكما إلى رسولِ اللَّهِ ﷺ، إذ خالفْتُما ما أقْرَأَني رسولُ اللَّهِ ﷺ. فقال رسولُ اللَّهِ ﷺ لأحدِهما:"اقْرَأْ". فقرَأ، فقال:"أَحْسَنْتَ". ثم قال للآخرِ:"اقْرَأْ". فقرأ، فقال:"أَحْسَنْتَ". قال أُبيٌّ: فوجَدْتُ في نفسي وَسْوسةَ الشيطانِ، حتى احْمَرَّ وجهي، فعرَف ذلك رسولُ اللَّهِ ﷺ في وجهي، فضرَب بيدِه في صدري، ثم قال: "اللَّهُمَّ أَخْسِئِ الشَّيْطَانَ عنه، يا أُبَيُّ أَتَاني آتٍ مِن رَبِّي، فقال: إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُك أن تَقْرَأَ القُرْآنَ على حَرْفٍ واحِدٍ. فقُلْتُ: رَبِّ، خَفِّفْ عَنِّي (٣). ثم أَتَانِي الثَّانِيَةَ، فقال: إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُك أن تَقْرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى [حَرْفٍ وَاحِدٍ](٤). فَقُلْتُ: رَبِّ، خَفِّفْ عَنْ أُمَّتِي. ثُمَّ أَتَانِيَ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَقُلْتُ مثلَ ذلك، ثُمَّ أَتَانِيَ الرَّابِعَةَ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، ولك بِكُلِّ رَدَّةٍ مَسْأَلَةٌ، فَقُلْتُ:
(١) في ص: "عبد الله". (٢) في ص، ر، ت ١، ت ٢: "فخالف". (٣) في فضائل القرآن: "عن أمتي". وفي نسخة منه كالذي هنا. وينظر تفسير ابن كثير تحقيق أبي إسحاق الحويني ١/ ١٩٤. (٤) في الفضائل: "حرفين". وفي نسخة منه كالذي هنا.