حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِ الأعلى الصَّنْعانيُّ، قال: حدَّثنا المُعْتَمِرُ بنُ سليمانَ، قال: سمِعْتُ عُبَيدَ اللَّهِ بنَ عمرَ، عن سَيَّارٍ (٤) أبي الحكمِ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ أبي ليلى، رفَعه إلى النبيِّ ﷺ: ذكر أن رجلين اخْتَصَما في آيةٍ مِن القرآنِ، وكلٌّ يَزْعُمُ أن النبيَّ ﷺ أقْرَأه، فتَقَارأا إلى أُبيٍّ، فخالَفَهما أبيٌّ، فَتَقارَءوا إلى النبيِّ ﷺ فقال (٥): يا نبيَّ اللَّهِ، اخْتَلَفْنا في آيةٍ مِن القرآنِ، وكلُّنا يَزْعُمُ أنك أقْرَأْتَه. فقال لأحدِهما: "اقْرَأْ". قال: فقرَأ، فقال: "أَصَبْتَ". وقال للآخرِ: "اقْرَأْ". فقرَأ خلافَ ما قرَأ صاحبُه، فقال: "أَصَبْتَ". وقال لأُبيٍّ: "اقْرَأْ". فقرَأ فخالَفهما، فقال: "أَصَبْتَ". قال أُبيٌّ: فدخَلَني مِن الشكِّ في أمرِ رسولِ اللَّهِ ﷺ ما دخَل فيَّ مِن أمرِ الجاهليةِ. قال: فعرَف رسولُ اللَّهِ ﷺ الذي في وجهي، فرفَع يدَه، فضرَب صدري، وقال: "اسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ". قال: ففِضْتُ عرقًا، وكأنِّي أَنْظُرُ إلى اللَّهِ فَرَقًا، وقال: "إِنَّهُ أَتَانِي آتٍ مِن (٦) رَبِّي، فقال: إِنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ الْقُرْآنَ على حَرْفٍ وَاحِدٍ. فقُلْتُ: رَبِّ خَفِّفْ عن أُمَّتِي". قال: "ثم جَاءَ الثَّانيةَ (٧)،
(١) سقط من: ر، ت ٢. (٢) سقط من: ت ٢. (٣) إسناده منقطع. ذكره ابن كثير في فضائل القرآن ص ٥٦، ٥٧ عن المصنف. وعلقه ابن عبد البر في التمهيد ٨/ ٢٨٨ عن الليث، عن هشام به. وصحح إسناده ابن كثير، وقال الحربي - كما في تهذيب التهذيب ٧/ ٤٠ - : عبيد اللَّه لم يدرك عبد الرحمن بن أبي ليلى. وقد روى عنه بواسطة كما في الطريق الآتي. (٤) في ت ١: "سنان". (٥) في ص: "فقالوا". (٦) في ص: "عن". (٧) زيادة من: ت ١.