وقال آخرون: بل ذلك اختلافُهم في (١) مَواقفِ الحَجِّ أيُّهم المصيبُ مَوْقفَ إبراهيمَ ﵇.
ذكرُ من قال ذلك
حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾. قال: كانوا يَقِفون مواقفَ مختلفةً يتجادَلون، كلُّهم يدَّعي أن موقفَه مَوْقفُ إبراهيمَ، فقطَعه اللَّهُ حينَ أعلَم نبيَّه ﷺ بمناسكِهم (٢).
وقال آخرون: بل قولُه جل ثناؤُه: ﴿وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾. خبرٌ من اللَّهِ تعالى عن استقامةِ وقتِ الحَجِّ على ميقاتٍ واحدٍ لا يَتقدَّمُه ولا يتأخرُه، وبُطولِ فعْلِ النَّسيءِ.
ذكرُ من قال ذلك
حدَّثنا ابنُ بشارٍ، قال: ثنا عبدُ الرحمنِ، قال: ثنا سفيانُ، عن عبدِ العزيزِ بنِ رُفَيعٍ، عن مجاهدٍ في قولِه: ﴿وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾. قال: قد استقام الحجُّ فلا جدالَ فيه (٣).
حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾. قال: لا شهرَ يُنسَأُ، ولا شكَّ في الحَجِّ، قد بُيِّنَ. كانوا يُسقِطون المُحرَّمَ ثم يقولون: صَفَرانِ. لصفرٍ وشهرِ ربيعٍ
(١) بعده في م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "أمر". (٢) ذكره ابن كثير في تفسيره ١/ ٣٤٦ عن ابن وهب به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٢٢٠ إلى المصنف. (٣) أخرجه ابن أبي شيبة ص ١٥٨ (القسم الأول من الجزء الرابع) عن ابن مهدي به، وذكره ابن كثير في تفسيره ١/ ٣٤٦ عن سفيان به.