وقال آخرون: بل معنى ذلك: ما لكم لا تَرْجُون للهِ طاعةً؟!
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني يونُسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِ اللهِ: ﴿مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا﴾. قال: الوقارُ الطاعةُ.
وأولى الأقوالِ فى ذلك عندَنا بالصوابِ قولُ مَن قال: معنى ذلك: ما لكم لا تَخافون للهِ عظمةً؟! وذلك أن الرجاءَ قد تَضَعُه العربُ إذا صَحِبه الجحدُ في موضعِ الخوفِ، كما قال أبو ذُؤَيْبٍ (١):
إذا لسَعَتْه النحلُ (٢) لم يَرْجُ لَسْعَها … وخالَفَها (٣) في بيتِ نُوبٍ عَواسِلِ
حدَّثني علىٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثني معاويةُ، عن علىٍّ، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا﴾. يقولُ: نُطْفَةً، ثم عَلَقَةً، ثم مُضْغَةً (٤).
حدَّثني محمدُ بن عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسي،
(١) تقدم في ٧/ ٤٥٦. (٢) كتب فوقها فى ص، ت ٢: "الدبر". وهى رواية الديوان كما تقدم. (٣) في ص: "حالفها". وهي رواية. (٤) تقدم تخريجه في ص ٢٩٥.