بعضُهم: تأويلُه: بأيِّكم المجنونُ. كأَنَّه وجَّه معنى الباءِ في قولِه: ﴿بِأَيِّكُمُ﴾. إلى معنى "في"، وإذا وُجِّهَت الباءُ إلى معنى "في" كان تأويلُ الكلامِ: ويُبْصِرون في أيِّ الفريقين المجنونُ؟ في فريقِك يا محمدُ أو في فريقِهم؟ ويكونُ "المجنونُ" اسمًا مرفوعًا بالباءِ.
ذكرُ مَن قال: معنى ذلك: بأيِّكم المجنونُ
حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ: ﴿بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ﴾. قال: المجنونُ (١).
قال: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن خُصَيْفٍ، عن مجاهدٍ: ﴿بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ﴾. قال: بأيِّكم المجنونُ.
وقال آخرون: بل تأويلُ ذلك: بأيِّكم الجنونُ. وكأن الذين قالوا هذا القولَ وجَّهوا المفتونَ إلى معنى الفتنةِ أو الفتونِ، كما قيل: ليس له معقولٌ ولا معقودُ رأىٍ (٢). بمعنى: ليس له عقلٌ ولا عقدُ رأيٍ. فكذلك وُضِع المفتونُ موضعَ الفُتُونِ.
ذكرُ مَن قال: المفتونُ بمعنى المصدرِ، وبمعنى الجنونِ
حدَّثني محمدُ بن عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ﴾. قال: الشيطانُ.
حُدِّثْتُ عن الحسينِ، قال: سمِعْتُ أبا معاذٍ يقولُ: ثنا عبيدٌ، قال: سمِعْتُ
(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٥١ إلى عبد بن حميد. (٢) في م: "أي".