ماءٍ. فلما قضَى حاجتَه ورجَع أتيتُه بالإداوةِ أصبُّها عليه، فرأيتُ موضعًا، فقلت: يا أميرَ المؤمنين، مَن المرأتان المتظاهرتان على رسولِ اللَّهِ ﷺ؟ فما قضَيْتُ كلامي حتى قال: عائشةُ وحفصةُ (١).
حدَّثنا ابنُ بشارٍ وابنُ المثنى، قالا: ثنا عمرُ بنُ يونسَ، قال: ثنا عكرمةُ بنُ عمارٍ، قال: ثنا سماكٌ أبو زُمَيلٍ، قال: ثنى عبدُ اللَّهِ بنُ عباسٍ، قال: ثنى عمرُ بنُ الخطابِ، قال: لما اعتزَل نبيُّ اللَّهِ ﷺ نساءَه، دخَلْتُ عليه وأنا أرى في وجْهِه الغضبَ، فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، ما شقَّ عليك مِن شأنِ النساءِ، فلئن كنتَ طلَّقْتَهنَّ فإن اللَّهَ معك، وملائكتَه، وجبريلَ وميكائيلَ، وأنا وأبو بكرٍ معك، وقلَّما تكلَّمتُ - وأحمدُ اللَّهَ - بكلامٍ، إلا رجَوْتُ أن يكونَ اللَّهُ مصدِّقَ قولي، فنزَلت هذه الآيةُ؛ آيةُ التخييرِ: ﴿عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ﴾ [التحريم: ٥]، ﴿وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ﴾ الآية. وكانت عائشةُ ابنةُ أبي بكرٍ وحفصةُ تظاهران على سائرِ نساءِ النبيِّ ﷺ(٢).
حُدِّثتُ عن الحسينِ، قال: سمِعتُ أبا معاذٍ يقولُ: ثنا عبيدٌ، قال: سمِعتُ الضحاكَ يقولُ في قولِه: ﴿وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ﴾. يقولُ: على معصيةِ النبيِّ ﷺ وأذاه.
حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ: قال ابنُ عباسٍ لعمرَ: يا أميرَ المؤمنين، إني لأُريدُ أنْ أسألَك عن أمرٍ، وإني لأهابُك. قال: لا تهبْني (٣). فقال: مَن اللَّتان تظاهرتا على رسولِ اللَّهِ ﷺ؟ قال: عائشةُ وحفصةُ.
(١) أخرجه ابن سعد ٨/ ١٨٥، والبخاري (٤٩١٥)، ومسلم (١٤٧٩/ ٣٣) من طريق سفيان به، وأخرجه مسلم (١٤٧٩/ ٣١) من طريق ابن وهب، عن سليمان بن بلال، عن يحيى به. (٢) أخرجه مسلم (١٤٧٩/ ٣٠)، والبغوي في تفسيره ٨/ ١٦٧ من طريق عمر بن يونس به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٤٢ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه. (٣) في الأصل: "تهابني".