وقولُه: ﴿الْمُؤْمِنُ﴾. يعني بالمؤمنِ الذي يُؤمِّنُ خَلْقَه مِن ظُلْمِهِ.
وكان قتادةُ يقولُ في ذلك ما حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿الْمُؤْمِنُ﴾: آمن لقولِه أنه حقٌّ (١).
حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ: ﴿الْمُؤْمِنُ﴾: آمَن (٢) لقولِه (٣).
حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن جويبرٍ، عن الضحاكِ: ﴿الْمُؤْمِنُ﴾. قال: المُصدِّقُ.
حدَّثنا يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿الْمُؤْمِنُ﴾. قال: المؤمنُ المُصَدِّقُ المُوقِنُ؛ آمن الناسُ بربِّهم (٤) فسمَّاهم مؤمنين، وآمن الربُّ الكريمُ لهم بإيمانِهم؛ صدَّقهم أن يسمِّي بذلك الاسمِ (٥).
وقولُه: ﴿الْمُهَيْمِنُ﴾. اختلَف أهلُ التأويلِ في تأويلِه؛ فقال بعضُهم: المهيمنُ: الشهيدُ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثنى معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عباسٍ
(١) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (٧٨) من طريق خليد بن دعلج عن قتادة. (٢) سقط من: ت ٢. (٣) في م: "بقوله أنه حق". والأثر أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٢٨٥ عن معمر به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٠٢ إلى عبد بن حميد وابن المنذر. (٤) في ت ٢، ت ٣: "ربهم". (٥) ذكره البغوي في تفسيره ٨/ ٨٧، وابن كثير في تفسيره ٨/ ١٠٥.