يقولُ تعالى ذكرُه: هو المعبودُ الذي لا تصلُحُ العبادةُ إلا له، المَلِكُ الذي لا مَلِكَ فوقَه، ولا شيءَ إلا دونَه، ﴿الْقُدُّوسُ﴾. قيل: هو المباركُ.
وقد بيَّنتُ فيما مضى قبلُ معنى التقديسِ بشواهدِه، وذكرتُ اختلافَ المختلفِين فيه بما أَغْنى عن إعادتِه (١).
ذكرُ مَن قال: عُنِي به المباركُ
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿الْقُدُّوسُ﴾. أي: المباركُ (٢).
وقولُه: ﴿السَّلَامُ﴾. يقولُ: هو الذي يَسْلَمُ خَلْقُه مِن ظُلْمِه. وهو اسمٌ مِن أسمائِه.
كما حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ: ﴿السَّلَامُ﴾. اللَّهُ السلامُ (٣).
حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا يحيى بنُ واضحٍ، قال: ثنا عبيدُ اللَّهِ، يعني العَتَكِيَّ، عن جابرِ بنِ زيدٍ قولَه: ﴿السَّلَامُ﴾. قال: هو اللَّهُ.
وقد ذكرْتُ الروايةَ فيما مضى، وبيَّنتُ معناه بشواهدِه، فأَغْنى ذلك عن إعادتِه (٤).
(١) ينظر ما تقدم في ١/ ٥٠٥ - ٥٠٧. (٢) ذكره ابن كثير في تفسيره ٨/ ١٠٥. وأخرجه أبو الشيخ في العظمة (٧٨) من طريق خليد بن دعلج عن قتادة، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٠٢ إلى عبد بن حميد وابن المنذر. (٣) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٢٨٥ عن معمر به. (٤) ينظر ما تقدم في ٨/ ٢٦٥، ١٢/ ١٥٣، ١٥٤.