حدَّثنا محمدُ بنُ المثنى، قال: ثنا سليمانُ أبو داودَ، قال: ثنا شعبةُ، عن أبي رجاءٍ، عن الحسنِ في قولِه: ﴿وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا﴾. قال: الحسدَ (١).
قال: ثنا عبدُ الصمدِ، قال: ثنا شعبةُ، عن أبي رجاءٍ، عن الحسنِ: حاجةً فِي صُدورِهم. قال: حسدًا في صدورِهم.
حدَّثني يعقوبُ، قال: ثنا ابنُ عليةَ، قال: أخبَرنا أبو رجاءٍ، عن الحسنِ مثلَه.
وقولُه: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه وهو يَصِفُ الأنصارَ الذين تبوَّءوا الدارَ والإيمانَ مِن قبلِ المهاجرِين: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ﴾. يقولُ: ويُعْطُون المهاجِرين أموالَهم، إيثارًا لهم بها على أنفسِهم، ﴿وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾. يقولُ: ولو كان بهم حاجةٌ وفاقةٌ إلى ما آثَروا به مِن أموالِهم على أنفسِهم.
والخَصَاصَةُ مصدرٌ، وهي أيضًا اسمٌ، وهو كلُّ ما تخلَّلْته ببصرِك، كالكَوَّةِ والفُرْجةِ في الحائطِ، تُجْمَعُ: خَصاصاتٌ وخَصَاصٌ، كما قال الراجِزُ:
قد عَلِمَ المُقاتِلاتُ (٢) كَفْحَا (٣)
(١) أخرجه ابن أبي شيبة ٩/ ٩٤، وابن حجر في تغليق التعليق ٤/ ٣٣٧ من طريق شعبة به. وأخرجه عبد الرزاق - كما في فتح الباري ٨/ ٦٣٢ - ، وعنه عبد بن حميد - كما في تغليق التعليق ٤/ ٣٣٧ - عن معمر عن قتادة عن الحسن، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٩٥ إلى ابن المنذر. (٢) في ت ٢، ت ٣: "المقابلات"، وفي ص غير منقوطة. (٣) في م، ت ١: "هجا"، وفي ت ٢: "لفحا"، وفي ت ٣: "لهحا". وكَفَحه كَفْحا: لقيه مواجهة. اللسان (ك ف ح).