حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ﴾. قال: أَجْرَين؛ أجرَ الدنيا، وأجرَ الآخرةِ (١).
حدَّثنا ابنُ حُميدٍ، قال: ثنا حكامٌ، عن سفيانَ، قال: ثنا عنبسةُ، عن أبي إسحاقَ، عن أبي الأحوصِ، عن أبي موسى: ﴿يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ﴾. قال: الكِفْلان ضِعْفان من الأجرِ، بلسانِ الحبشةِ (٢).
حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن الشعبيِّ، قال: إن الناسَ يومَ القيامةِ على أربعِ منازلَ؛ رجلٌ كان مؤمنًا بعيسى فآمَن بمحمدٍ ﷺ فله أجران، ورجلٌ كان كافرًا بعيسى [فآمَن بمحمدٍ ﷺ فله أجرٌ، ورجلٌ كان كافرًا بعيسى](٣) فكفَر بمحمدٍ ﷺ فباء بغضبٍ على غضبٍ، ورجلٌ كان كافرًا بعيسى من مشرِكي العربِ فمات بكفرِه قبلَ محمدٍ فباء بغضبٍ.
حدَّثني العباسُ بنُ الوليدِ، قال: أخبَرني أبي، قال: سألتُ سعيدَ بنَ عبدِ العزيزِ عن الكِفْلِ؛ كم هو؟ قال: ثلاثُمائةٍ وخمسون حسنةً، والكِفْلان: سبعُمائةِ حسنةٍ. قال سعيدٌ: سأل عمرُ بنُ الخطابِ ﵁ حبرًا من أحبارِ اليهودِ: كم أفضلُ ما ضُعِّفت لكم الحسنةُ؟ قال: كِفلٌ ثلاثُمائةٍ وخمسون حسنةً. قال: فحمِد اللَّهَ عمرُ على أنه أعطانا كِفْلين. ثم ذكَر سعيدٌ قولَ اللَّهِ ﷿ في سورةِ "الحديدِ": ﴿يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ﴾. فقلت له: الكِفْلان في الجمعةِ (٤) مثلُ
(١) ذكره القرطبي في تفسيره ١٧/ ٢٦٦. (٢) أخرجه ابن أبي حاتم - كما في تغليق التعليق ٥/ ٩٢ - وتفسير مجاهد ص ٦٤٩ من طريق أبي إسحاق به بنحوه، وأخرجه ابن أبي شيبة ١٠/ ٤٧١ من طريق أبي الأحوص به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٧٨ إلى عبد بن حميد وابن المنذر. (٣) سقط من: ت ١، ت ٢، ت ٣. (٤) ورد مرفوعًا من حديث علي وأبي أمامة وغيرهما. ينظر مسند أحمد ٢/ ١٢٥ (٧١٩)، والطبراني (٧٦٨٩).