فحُرِّكت تحريكًا، من قولِهم: السهمُ (١) يَرْتَجُّ في الغرضِ. بمعنى: يَهْتَزُّ ويَضْطَرِبُ.
وبنحوِ الذي قلْنا في ذلك قال أهلُ التاويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثنى معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا﴾. يقولُ: زَلْزَلها (٢).
حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَ اللَّهِ: ﴿رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا﴾. قال: زُلْزِلت (٣).
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا﴾. يقولُ: إذا زُلْزِلت زلزلةً.
حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ: ﴿إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا﴾. قال: زُلزِلت زِلزالًا (٤).
وقولُه: ﴿وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: فُتَّتِ الجبالُ فَتًّا، فصارت كالدقيقِ المبسوسِ، وهو المبلولُ، كما قال جلَّ ثناؤُه: ﴿وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا﴾ [المزمل: ١٤]. والبَسيسةُ عندَ العربِ: الدقيقُ أو (٥) السَّوِيقُ يُلَتُّ ويُتَّخَذُ زادًا.
وذُكِر عن لصٍّ من غَطَفانَ أنَّه أراد أن يَخْبِزَ، فخاف أن يُعَجَّلَ عن الخُبزِ، فبَلَّ
(١) سقط من: الأصل. (٢) ذكره ابن كثير في تفسيره ٧/ ٤٨٩ بنحوه، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٥٣ إلى المصنف وابن المنذر. (٣) تفسير مجاهد ص ٦٤٠، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٥٤ إلى عبد بن حميد. (٤) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٢٦٩ عن معمر به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٥٣ إلى عبد بن حميد. (٥) سقط من: الأصل، وفي م: "و". وينظر اللسان (ب س س).