حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: أخبَرنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسي، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِه: ﴿وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ﴾. قال: يسجدُ بكرةً وعَشِيًّا (١).
وقيل: ﴿وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ﴾ فثنَّى وهو خبرٌ عن جَمعين. وقد زعَم الفراءُ (٢) أن العرب إذا جمَعَتِ الجَمْعَين من غيرِ الناسِ، مثلَ السِّدرِ والنَّخلِ، جعَلوا فِعْلَهما واحدًا، فيقولون: الشاءُ والنَّعمُ قد أقبَل، والنَّخلُ والسِّدرُ قد ارْتَوَى. قال: وهذا أكثرُ كلامِهم، وتثنيتُه جائزةٌ.
وقولُه: ﴿وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا﴾. يقولُ تعالى [ذكرُه: والسماءَ رفَعها فوقَ الأرضِ.
وقولُه: ﴿وَوَضَعَ الْمِيزَانَ﴾. يقولُ: ووضَع العدلَ بينَ خَلْقِه في الأرضِ.
وذُكِر أن ذلك في قراءةِ عبدِ اللَّهِ:(وخَفَضَ المِيزَانَ)(٣). والخفضُ و (٤) الوضعُ متقارِبا المعنى في كلامِ العربِ.
وبنحوِ الذي قُلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك] (٥)
حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني
(١) تفسير مجاهد ص ٦٣٦، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٤١ إلى ابن المنذر. (٢) معاني القرآن ٣/ ١١٢. (٣) ذكرها الفراء في معاني القرآن ٣/ ١١٢، وهي قراءة شاذة لمخالفتها رسم المصحف. (٤) في الأصل: "هو". (٥) ما بين القوسين جاء في الأصل عقب الأثر التالي.