يقولُ تعالى ذكرُه: ﴿وَإِنَّ إِلْيَاسَ﴾. وهو إلياسُ بنُ تسبى (١) بنِ فِنْحاصَ بنِ العَيْزارِ بنِ هارونَ بن عِمْرانَ، فيما حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، عن ابنِ إسحاقَ (٢).
وقيل: إنه إدريسُ، حدَّثنا بذلك بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، قال: كان يُقالُ: إلياسُ هو إدريسُ (٣). وقد ذكرنا ذلك فيما مضَى قبلُ (٤).
وقولُه: ﴿لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾. يقول جلَّ ثناؤُه: لمُرْسَلٌ مِن المرسَلِين.
﴿إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ﴾؟ يقولُ: حينَ قال لقومِه مِن بني إسرائيلَ: أَلا تَتَّقون اللهَ أَيُّها القومُ، فتخافُونه، وتَحْذَرون عقوبتَه على عبادتِكم ربًّا غيرَ اللهِ، وإلهًا سِواه،
وقد اخْتُلِف في معنى "بَعْلٍ"، فقال بعضُهم: معناه: أتَدْعُون ربًّا؟ وقالوا: هى لغةٌ لأهلِ اليمنِ، معروفةٌ فيهم.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا ابنُ المثنى، قال: ثنا حَرَميُّ بنُ عُمارةَ، قال: ثنا شعبةُ، قال: أخبَرني عُمارةُ، عن عكرمةَ فى قولِه: ﴿أَتَدْعُونَ بَعْلًا﴾؟ قال: إلهًا.
حدَّثنا عمرانُ بنُ موسى، قال: ثنا عبدُ الوارثِ، قال: ثنا عُمارةُ، عن عكرمةَ
(١) فى م، ت:١ "ياسين". والمثبت كما تقدم في ٩/ ٣٨٣. (٢) ذكره ابن كثير في تفسيره ٧/ ٣١، وأبو حيان في البحر المحيط ٧/ ٣٧٢. (٣) ذكره ابن كثير في تفسيره ٧/ ٣١، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٥/ ٢٨٥ إلى المصنف وعبد بن حميد. (٤) تقدم في ٩/ ٣٨٣.