حدَّثنا ابنُ بشارٍ، قال: ثنا إبراهيمُ بنُ أبى الوزيرِ، قال: ثنا سفيانُ بنُ عيينةَ، عن سعيدِ بنِ أبي عروبةَ، عن قتادةَ، عن مطرِّفِ بنِ عبدِ اللهِ في قولِه: ﴿فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ﴾. قال: واللهِ لولا أنه عرَّفه ما عرَفه، لقد غيَّرتِ النارُ حِبرَه وسِبرَه (٣).
حدَّثنا محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمد بنُ المفضلِ، قال: ثنا أسباطُ، عن السدىِّ قولَه: ﴿هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ﴾. قال: كان ابنُ عباسٍ يَقْرَؤُها: (هَلْ أَنْتُمْ مُطْلِعونِ (٤)، فأُطْلِعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الجَحيمِ) (٥). قال: في وسَطِ الجحيمِ.
وهذه القراءةُ التي ذكَرها السدىُّ عن ابنِ عباسٍ، أنه كان يَقْرَأُ في: ﴿مُطَّلِعُونَ﴾، إن كانت محفوظةً عنه، فإنها من شواذِّ الحروفِ، وذلك أن العربَ لا تُؤثِرُ في المَكْنِىِّ من الأسماءِ إذا اتصَل بفاعلٍ على الإضافةِ، في جمعٍ أو توحيدٍ، لا يَكادون أن يقولوا (٦): أنت مُكَلِّمِى. ولا أنتما مُكَلِّماني. ولا أنتم مُكَلِّمونى ولا مُكَلِّموننى. وإنما يقولون: أنت مُكَلِّمى. وأنتما مُكَلِّماىَ (٧). وأنتم مُكلمِىَّ.
(١) سقط من: م، ت ٢، ت ٣. وينظر مصدرا التخريج. (٢) أخرجه عبد الرزاق فى تفسيره ٢/ ١٤٩ عن معمر عن قتادةَ عن خليد العصرى، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٧٧ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. (٣) أخرجه أبو نعيم في الحلية ٢/ ٢٠١ من طريق سفيان به. (٤) فى م: "مطلعوني". وضبطناه بكسر النون -وإن كانت الرواية بفتحها- لمناسبة ما سيأتي من كلام المصنف والظاهر أن الرواية عنده بالكسر. جاء فى البحر المحيط ٧/ ٣٦١: وقرأ أبو عمرو في رواية الجعفى (مطْلعونَ) بإسكان الطاء وفتح النون. قال: وهى قراءة ابن عباس وابن محيصن وعمار بن أبي عمار وأبى سراج. قال: وقرأ أبو البرهسم وعمار بن أبي عمار فيما ذكره خلف عن عمار: (مطْلعونِ) بتخفيف الطاء وكسر النون. قال: ورد هذه القراءة أبو حاتم وغيره. وينظر المحتسب ٢/ ٢٢٠. (٥) ينظر مختصر الشواذ لابن خالويه ص ١٢٨، والمحتسب ٢/ ٢١٩، ٢٢٠، والبحر المحيط ٧/ ٣٦١. (٦) فى ت ١، ت ٢، ت ٣: "يقولون". (٧) في ت ١: "مكلماني".