يقولُ تعالى ذكرُه: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا﴾ بِاللَّهِ ورسولِه، ﴿لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ﴾. يقولُ: لهم نارُ جهنمَ مخلَّدين فيها، لا حظَّ لهم في الجنةِ ولا نعيمِها.
كما حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ﴾ بالموتِ فيمُوتوا؛ لأنهم لو ماتوا لاسْتَراحوا، ﴿وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا﴾. يقولُ: ولا يُخَفَّفُ عنهم مِن عذابِ نارِ جهنمَ بإماتتِهم، فيُخَفِّفَ ذلك عنهم.
كما حدَّثني مُطَرْفُ بنُ محمدٍ (١) الضَّبِّيُّ، قال: ثنا أبو قُتيبةَ، قال: ثنا أبو هلالٍ الراسبيُّ، عن قتادةَ، عن أبي السوداءِ، قال: مساكينُ أهلُ النارِ! لا يموتون، لو ماتوا لاسْتَراحوا.
حدَّثني عقبةُ بنُ سِنانٍ القَزَّازُ (٢)، قال: ثنا غَسَّانُ (٣) بنُ مُضَرَ، قال: ثنا سعيدُ بنُ يزيدَ، وحدَّثني يعقوبُ، قال: ثنا ابن عُلَيَّةَ، عن سعيدِ بن يزيدَ، وحدَّثنا سَوَّارُ بنُ عبدِ اللهِ، قال: ثنا بشرُ بنُ المُفَضَّلِ، قال: ثنا أبو مَسْلَمةَ (٤)، عن أبي نَضْرَةَ، عن أبي سعيدٍ، قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ: "أما أهلُ النارِ الذين هم أهلُها، فإنهم لا يَموتون فيها ولا يَحْيَوْن، لكنَّ ناسًا - أو كما قال - تُصِيبُهم النارُ بذنوبِهم - أو قال:
(١) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "عبد الله". (٢) جاء في كتاب الأنساب ٥/ ٦٢٩، وتهذيب الكمال ٢٣/ ١٠٨ - ترجمة غسان بن مضر -: "الهدادى"، وقد تقدم قبل ذلك في ١/ ٥٩٢ بـ "البصرى". (٣) في الأصل: "عثمان". (٤) في النسخ: "سلمة"، وهذه كنية سعيد بن يزيد، وينظر تهذيب الكمال ١١/ ١١٤.