وطهِّرْهم تطهيرًا". قالت أمُّ سلمةَ: ألستُ منهم؟ قال: "أنتِ إلى خيرٍ" (١).
حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا مصعبُ بنُ المقدامِ، قال: ثنا سعيدُ بنُ زَرْبيٌّ، عن محمدَ بنَ سيرينَ، عن أبي هريرةَ، عن أمِّ سلمةَ، قالت: جاءت فاطمةُ إلى رسولِ اللهِ ﷺ ببُرمةٍ لها قد صنَعت فيها عصيدةً تحملُها (٢) على طبقٍ، فوضَعته بينَ يْديه. فقال: أينَ ابن عمِّك وابناك؟ فقالت: في البيتِ. فقال: "ادعيهم" فجاءت إلى عليٍّ، فقالت: أجِبِ النبيَّ ﷺ أنت وابناك. قالت أمُّ سلمةَ: فلما رآهم مقبلين مَدَّ يده إلى كساءِ كان على المنامِة، فمدّه وبسَطه، وأجلَسهم عليه، ثم أخَذ بأطرافِ الكساءِ الأربعةِ بشمالِه، فضمَّه فوقَ رءوسهم، وأومَأ بيده اليمنى إلى ربِّه. فقال: "هؤلاء أهلُ البيتِ، فَأَذْهِبْ عنهم الرجسَ وطهِّرْهم تطهيرًا" (٣).
حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا حسنُ بنُ عطيةَ، قال: ثنا فُضَيْلُ بن مرزوقٍ، عن عطيةَ، عن أبي سعيدٍ، عن أمِّ سلمةَ زوجِ النبيِّ ﷺ: أن هذه الآيةَ نزَلت في بيتِها: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾، قالت: وأنا جالسةٌ على باب البيتِ، فقلتُ: أنا يا رسولَ اللهِ، ألستُ مِن أهلِ البيتِ؟ قال: "إنك إلى خيرٍ، أنتِ مِن أزواجِ النبيِّ ﷺ". قالت: وفي البيتِ رسولُ اللهِ ﷺ، وعليٌّ، وفاطمةُ، والحسنُ، والحسينُ، ﵃(٣).
حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا خالدُ بنُ مُخلدٍ، قال: ثنا موسى بنُ يعقوبَ، قال: ثنى هاشمُ بنُ هاشمِ بن عتبةَ بن أبي وقاصٍ، عن عبدِ اللَّهِ بن وهبِ بن زمعةَ، قال: أخبَرتنى أمِّ سلمةَ أن رسولُ اللهِ ﷺ جمع عليًّا والحسَنَين، ثم أدخَلهم تحتَ ثوبِه، ثم
(١) ذكره ابن كثير في تفسيره ٦/ ٤٠٩ عن المصنف بدون ذكر فضيل وعطية وأبى سعيد، وأخرجه الطحاوى في المشكل (٧٦٨)، والطبراني (٢٦٦٢)، ٢٣/ ٢٤٩ (٥٠٣)، وابن عساكر ١٣/ ٢٠٦ من طريق فضيل بن مرزوق به، وأخرجه ابن عساكر ١٤/ ١٤٦ من طريق عطية به. (٢) في م: "تحلها". (٣) ذكره ابن كثير في تفسيره ٦/ ٤٠٩ عن المصنف.