[فقال:"لا بل هم الذين يصلون وهم مشفقون] (١)، وَيَصُومون وهم مشفقون".
حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا ابنُ إدريسَ، قال: ثنا ليثٌ، عن مغيثٍ (٢)، عن رجلٍ من أهلِ مكةَ، عن عائشةَ، قالتْ: قلتُ: يا رسولَ اللهِ: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ﴾. قال. فذكَر مثلَ هذا.
حدَّثنا سفيانُ بنُ وكيعٍ، قال: ثنا أبي، عن مالكِ بنِ مِغْوَلٍ، عن عبدِ الرحمنِ ابنِ سعيدٍ، عن عائشةَ أنها قالتْ: يا رسولَ اللهِ: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ﴾. أهو الرجلُ يَزنى ويَسرِقُ ويَشربُ الخمرَ؟ قال:"لا يا بنْتَ أبي بَكْرٍ -أو: يا بنْتَ الصديقِ- ولكنَّه الرجلُ يَصومُ ويُصلِّى ويَتصدَّقُ، ويخافُ ألا يُقبلَ منه"(٣).
حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى جريرٌ، عن ليثِ بنِ أبي سليمٍ، وهشيمٍ، عن العوامِ بنِ حَوْشبٍ، جميعًا، عن عائشةَ أنها قالتْ: سألتُ رسولَ اللهِ ﷺ، فقال:"يا بنتَ أبي بَكْرٍ -أو: يا بنتَ الصِّدِّيقِ- هم الذين يُصَلُّونَ ويَفْرَقُونَ أَلا يُتَقَبَّلَ منهم".
و"أنَّ" من قولِه: ﴿أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ﴾. في موضعِ نصبٍ؛ لأنَّ معنى الكلامِ: وقُلُوبُهم وَجِلَةٌ من أنهم. فلما حُذفت "مِنْ" اتَّصلَت بالكلامِ (٤) قبلَها فنُصِبتْ.
(١) سقط من النسخ، والمثبت من زاد المسير ٥/ ٤٨٠، وقد آثرنا إثباته لحاجة السياق إليه. (٢) في ت ٢: "شعيب". (٣) أخرجه أحمد ٦/ ٢٠٥، وابن ماجه (٤١٩٨)، والبغوى فى تفسيره ٥/ ٤٢١، والبيهقي في الشعب (٧٦٢) من طريق وكيع به، وأخرجه أحمد ٦/ ١٥٩، والترمذى (٣١٧٥)، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٥/ ٤٧٤ - والحاكم ٢/ ٣٩٣ من طريق مالك به، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٥/ ١١ إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا فى "نعت الخائفين" وابن المنذر وابن مردويه. (٤) فى م: "الكلام".