ورُوِى عن عائشةَ ﵂ في ذلك ما حدَّثنا أحمدُ بنُ يوسفَ، قال: ثنا القاسمُ، قال: ثنا علىُّ بنُ ثابتٍ، عن طلحةَ بنِ عمرٍو (١)، عن أبي خَلَفٍ، قال: دخَلتُ مع عبيدِ بنِ عميرٍ على عائشةَ، فسألها عبيدٌ: كيف نقرأُ هذا الحرفَ: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا﴾؟ فقالتْ:(يَأْتُون ما أَتَوْا)(٢).
وكأنها تأوَّلَتْ فى ذلك: والذين يفعَلون ما يفعَلون من الخيراتِ وهم وجِلونَ من اللهِ.
كالذى حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا الحكمُ بنُ بشيرٍ، قال: ثنا عمرُو (٣) بنُ قيسٍ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ سعيدِ بنِ وهبٍ الهمْدَانيِّ، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرةَ، قال: قالتْ عائشةُ: يا رسولَ اللهِ: ﴿وَالَّذِينَ [يُؤْتُونَ مَا آتَوْا](٤) وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ﴾. هو الذي يُذنِبُ الذنبَ وهو وجِلٌ منه؟ فقال:"لا، ولكن من يصومُ ويصلِّى ويتصدقُ وهو وجلٌ"(٥).
حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا ابنُ إدريسَ، عن مالكِ بنِ مغْولٍ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ سعيدِ بنِ وهبٍ، أن عائشةَ قالت: قلتُ: يا رسولَ اللهِ: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ﴾. أهُم الذين يُذنبون وهم مُشْفِقون؟
(١) فى م: "عمر"، وينظر تهذيب الكمال ١٣/ ٤٢٧. (٢) أخرجه أحمد ٦/ ٩٥، ١٤٤ (الميمنية)، والبخارى فى التاريخ ٩/ ٢٨ من طريق أبي خلف به، وأخرجه الحاكم ٢/ ٢٤٦ من طريق عبيد بن عمير به، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٥/ ١٢ إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن الأنبارى وابن أشتة والدارقطني في الأفراد وابن مردويه. (٣) في م: "عمر". وينظر تهذيب الكمال ١٧/ ١٤٤. (٤) فى م فى هذا الموضع وما بعده: "يأتون ما أتوا". (٥) ذكره الترمذى عقب الأثر (٣١٧٥) عن عبد الرحمن بن سعيد به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١١ إلى ابن أبي الدنيا وابن الأنبارى فى المصاحف وابن مردويه، وينظر علل الدارقطني ١١/ ١٩٣.