حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنا أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ: ﴿لَنُحَرِّقَنَّهُ﴾: فَحَرَّقَه ثم ذَرَّاه في اليَمِّ.
وإنما اخترتُ هذه القراءة لإجماع الحُجَّة من القرَأَة عليها، وأما أبو جعفرٍ، فإنى أحسَبُه ذَهَب إلى ما حدَّثنا به موسى بنُ هارونَ، قال: ثنا عمرٌو، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ: ﴿وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا﴾: ثم أخَذَه فذَبَحه، ثم حَرَقَه بالمِبْردِ، ثم ذَرَّاه في اليمِّ، فلم يَبْقَ بحرٌ يجرى (١) يَوْمَئِذٍ إِلا وَقَع فيه شيءٌ منه (٢).
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قَتادةَ: ﴿وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا﴾. قال: وفى بعض القراءةِ: (لَنَذْبَحَنَّهُ ثم لنَحْرُقَنَّه ثم لَنَنْسِفَنَّه في اليَمِّ نَسْفًا)(٣).
حدَّثنا الحسنُ، قال: أخبرَنا عبدُ الرزاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قَتادةَ: في حرف ابن مسعودٍ (وانْظُرْ إلى إلهك الذي ظَلْتَ عليه عاكفًا لنَذْبَحَنَّه ثم لَنَحْرُقَنَّه ثم لنَنْسِفَنَّه في اليمِّ نسْفًا)(٤).
وقولُه: ﴿ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا﴾. يقولُ: ثم لنُذَرِّيَّنَّه في البحرِ تذريةٌ. يقال منه: نَسَفَ فلانٌ الطعامَ بالمِنْسَف. إذا ذَراه (٥) فَطَيَّرَ عنه قُشُورَه وترابَه
(١) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ف. (٢) تقدم تخريجه في ص ١٤٠. (٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٣٠٧ إلى ابن أبي حاتم وفيه زيادة. (٤) تفسير عبد الرزاق ٢/ ١٨ وسقط منه: ثم لنذبحنه ثم. وهى في مصحف أبي كما في حرف ابن مسعود. ينظر البحر المحيط ٦/ ٢٧٦. (٥) بعده في ت ٢: "في الهواء".