مَغْراءَ، أو عن رجلٍ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ: ﴿بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا﴾. قال: صفراءُ القَرْنِ والظِّلْفِ (١).
حدَّثنى يونُسُ، قال: أخْبَرَنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ: هى صَفْراءُ.
حدَّثنى محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا الضَّحَّاكُ بنُ مَخْلَدٍ، عن عيسى، عن ابنِ أبى نَجيحٍ، عن مُجاهِدٍ: ﴿إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا﴾ قال: لو أخَذُوا بقرةً صَفراءَ لأَجْزَأَت عنهم (٢).
قال أبو جعفرٍ: وأَحْسَبُ أن الذى قال في قولِه: ﴿صَفْرَاءُ﴾: يَعْنى به سوداءَ. ذهَب إلى قولِه (٣) في نعتِ الإبلِ السودِ: هذه إبلٌ صُفْرٌ، وهذه ناقةٌ صفراءُ. يعْنى بها سوداءَ، وإنما قيل ذلك في الإبلِ لأن سوادَها يَضْرِبُ إلى الصُّفْرةِ، ومنه قولُ الشاعرِ (٤):
تلك خَيْلِى منه (٥) وتلك رِكابِى (٦) … هن صُفْرٌ أولادُها كالزَّبِيبِ
يعنى بقولِه: عن صُفْرٌ: هن سُودٌ، وذلك إن وُصِفَت الإبلُ به فليس مما تُوصَفُ به البقرُ، مع أن العربَ لا تَصِفُ السَّوادَ بالفُقوعِ، وإنما تَصِفُ السوادَ -إذا وصَفَتْه بالشِّدةِ- بالحُلوكةِ ونحوِها، فتقولُ: هو أسودُ
(١) إبراهيم هو ابن يزيد الخوزى متروك. وأخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره ١/ ١٣٩ (٧٠٨) من طريق ليث بن أبى سليم، عن مغراء، عن سعيد بن جبير. وأخرجه ابن أبى حاتم أيضًا ١/ ١٣٩ (٧٠٧) من طريق شريك، عن الأعمش، عن مغراء، عن ابن عمر في قوله: ﴿صَفْرَاءُ﴾. قال صفراء الظلف. (٢) تفسير مجاهد ص ٢٠٥، ومن طريقه ابن أبى حاتم في تفسيره ١/ ١٣٩ (٧٠٦). (٣) كذا في النسخ، ولعل صوابها: "قولهم". (٤) هو الأعشى الكبير، والبيت في ديوانه ص ٦٨. (٥) في م: "منها". (٦) الركاب: الإبل التى يسار عليها، واحدتها راحلة، ولا واحد لها من لفظها. التاج (ر ك ب).