قال أبو سلمةَ: فأُتى أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ، فقيل له: هل لك في صاحبِك، يزعُمُ أنه أُسرى به إلى بيتِ المقدسِ، ثم رجَع في ليلةٍ واحدةٍ! قال أبو بكرٍ: أَوَ قال ذلك؟ قالوا (١): نعم. قال: فأَشهدُ إن كان قال ذلك لقد صدَق. قالوا: أفتشهدُ أنه جاء الشامَ في ليلةٍ واحدةٍ؟ قال: إني أُصدِّقُه بأبعدَ من ذلك، أُصدِّقُه بخبرِ السماءِ (٢).
قال أبو سلمةَ: سمِعتُ جابرَ بن عبدِ اللهِ يقولُ: سمِعتُ رسولَ اللهِ ﷺ: يقولُ: "لما كذَّبتْني قريشٌ قُمتُ، فمثَّل اللهُ لى بيتَ المقدسِ، فَطَفِقتُ أُخبِرُهم عن آياتِه وأنا أنظرُ إليه"(٣).
حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: ثني يعقوبُ بنُ عبدِ الرحمنِ الزهريُّ، عن أبيهِ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ هاشمِ بنِ عتبةَ بن أبي وقاصٍ، عن أنسِ بنِ مالكٍ، قال: لما جاء جبريلُ ﵇ بالبراقِ إلى رسولِ اللهِ ﷺ، فكأنها [صرَّت أذنيها](٥)، فقال لها جبريلُ: مهْ يا براقُ، فواللهِ (٦) إن ركِبكِ مثلُه. فسار
(١) فى ص، ت ١، ت ٢، ف: "قال". (٢) أخرجه البيهقى فى الدلائل ٢/ ٣٦٠ من طريق الزهرى به. (٣) أخرجه أبو عوانة ١/ ١٢٥، والطحاوى فى المشكل (٤٨٥٢) عن يونس بن عبد الأعلى به، وأخرجه البخارى (٤٧١٠)، وابن حبان (٥٥) من طريق ابن وهب به، وأخرجه أحمد ٢٣/ ٢٨١ (١٥٠٣٤، ١٥٠٣٥)، والبخارى (٣٨٨٦)، ومسلم (٢٧٦)، والترمذى (٣١٣٣)، والنسائي (١١٢٨٢)، والطحاوى فى المشكل (٤٨٥٣)، وابن منده فى الإيمان (٧٣٩)، والبيهقى فى الدلائل ٢/ ٣٥٩ من طريق الزهرى به. (٤) بعده فى ص، ت ١، ت ٢، ف: "قال". (٥) فى م: "ضربت بذنبها"، وفى تاريخ دمشق: "ضربت أذنيها"، وفي الدلائل، وتفسير ابن كثير: "أمرت ذنبها". وفى مختصر تاريخ دمشق ٢/ ١١٧ كالمثبت، وصرت أذنيها: سوَّتْها ونصبتها للاستماع. ينظر اللسان (ص ر ر). (٦) فى ص، ت ١، ت ٢، ف: "والله".