لمشركي قريشٍ: إن محمدًا في التوراةِ والإنجيلِ (١).
حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ، قال: ثنا بشرُ بن عُمارةَ، عن أبي رَوْقٍ، عن الضحاكِ عن ابن عباسٍ، قال: لما بعَث اللهُ محمدًا رسولًا، أنكَرتِ العربُ ذلك، أو مَن أنكَر منهم، وقالوا: اللهُ أعظمُ من أن يكونَ رسولُه بشرًا مثلَ محمدٍ. قال: فأنزَل اللهُ: ﴿أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ﴾ [يونس:٢]. وقال: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (٤٣) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ﴾. فاسألوا أهلَ الذكرِ؛ يعنى أهلَ الكتبِ الماضيةِ: أبشرًا كانت الرسلُ التي أتَتْكُم أم ملائكةً؟ فإن كانوا ملائكةً أنكَرْتم (٢)، وإن كانوا بشرًا فلا تُنكِروا أن يكونَ محمدٌ (٣) رسولًا. قال: ثم قال: ﴿أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى﴾ [يوسف: ١٠٩]. أي ليسوا من أهلِ السماءِ كما قلتُم (٤).
وقال آخرون في ذلك ما:
حدَّثنا به ابن وكيعٍ، قال: ثنا ابن يَمَانٍ، عن إسرائيلَ، عن جابرٍ، عن أبي جعفرٍ: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾. قال: نحن أهلُ الذكرِ (٥).
حدَّثني يونسُ، قال: أخبرَنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿فَاسْأَلُوا
(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١١٩ للمصنف والفريابى وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه. (٢) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "أتتكم". (٣) زيادة من: م. (٤) ذكره ابن كثير في تفسيره ٤/ ٤٩٢، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١١٨ إلى المصنف وابن أبي حاتم. (٥) ذكره الطوسى في التبيان ٦/ ٣٨٤، وأبو حيان في البحر المحيط ٥/ ٤٩٣، بلفظ: "أهل القرآن"، وابن كثير في تفسيره ٤/ ٤٩٢.