أبيه، عن ابن عباس قوله: ﴿أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ﴾: يعني بذلك نفسَه. يقول: هو معكم أينما كنتم، فلا يَعْمَلُ عاملٌ إلا والله (١) حاضره (٢).
ويقال: هم الملائكةُ الذين وُكِّلوا ببنى آدمَ (٣).
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابن جريج: ﴿أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ﴾: و (٤) على رزقهم، وعلى طعامهم، فأنا على ذلك قائم (٥)، وهم عبيدى، ثم جعلوا لي شركاءَ (٦).
حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقولُ: ثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعتُ الضحاك يقولُ في قوله: ﴿أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ﴾: فهو الله، قائمٌ على كل نفس؛ بَرٍّ وفاجرٍ، يرزقهم ويَكْلؤُهم، ثم يُشرك به منهم من أشرك (٧).
وقوله: ﴿وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمَ بِظَاهِرِ مَّنَ الْقَوْلِ﴾. يقول تعالى ذكره: أنا القائمُ بأرزاقِ هؤلاء المشركين، والمدبِّرُ أمورهم، والحافظ عليهم أعمالَهم، وجعلوا لي شركاءَ من خلقى يَعْبُدونها دونى، قل يا محمد لهم: سَمُّوا هؤلاء الذين أشرَكْتموهم في عبادة الله. فإنهم إن قالوا: آلهةٌ. فقد كذَبوا؛ لأنَّه لا إله إلا الواحد القهَّارُ، لا شريك له. ﴿أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا
(١) في م: "هو". (٢) في م: "حاضر". (٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٦٤ إلى المصنف وابن مردويه مقتصرًا على قوله: يعنى بذلك نفسه. (٤) سقط من: م. (٥) سقط من: ص، ت ١، ت ٢، ف. (٦) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٦٤ إلى المصنف وأبى الشيخ. (٧) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٦٤ إلى المصنف وابن أبي حاتم وأبى الشيخ.