يعقوبُ على فرعونَ وقد سقَط حاجباه على عينيْه، فقال: ما بلَغ بك هذا يا إبراهيمُ؟ فقالوا (١): إنه يعقوبُ. فقال: ما بلَغ بك هذا يا يعقوبُ؟ قال: طولُ الزمانِ، وكثرةُ الأحزانِ. فقال اللَّهُ: يا يعقوبُ أَتَشْكوني؟ فقال: يا ربِّ، خطيئةٌ أخطأتُها، فاغْفِرْها لي.
حدَّثنا عمرُو بنُ عليٍّ، قال: ثنا عبدُ الوَهَّابِ، قال: ثنا هشامٌ، عن ليثِ بن أبي سُليمٍ، قال: دخَل جِبْرِيلُ على يوسفَ السجنَ، فعرَفه، فقال: أيُّها الملَكُ الحَسَنُ وجهُه، الطيبُ (٢) ريحُه، الكريمُ على ربِّه، ألا تُخْبِرُني عن يعقوبَ؛ أحيٌّ هو؟ قال: نعم. قال: أيُّها الملَكُ الحسنُ وجهُه، الطيبُ (٢) ريحُه، الكريمُ على ربِّه، فما بلَغ مِن حزنِه؟ قال: حُزنَ سبعين مُثْكَلَةٍ. قال: أيُّها الملَكُ الحسنُ وجهُه، الطيبُ (٢) ريحُه، الكريمُ على ربِّه، فهل في ذلك من أجرٍ؟ قال: أجرُ مائةِ شهيدٍ (٣).
حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، عن ابن إسحاقَ، عن ليثِ بن أبي سُليمٍ، عن مجاهدٍ، قال: حُدِّثتُ أن جبريلَ أتَى يوسفَ صلَّى اللَّهُ عليهما وهو بمصَر في صورةِ رجلٍ، فلمَّا رآه يوسفُ عرَفه، فقام إليه، فقال: أيُّها الملَكُ الطيبُ ريحُه، الطاهرُ ثيابُه، الكريمُ على ربِّه، هل لك بيعقوبَ مِن علم؟ قال: نعم. قال: أيُّها الملَكُ [الطيبُ ريحُه](٤)، الطاهرُ ثيابُه، الكريمُ على ربِّه، [فكيف هو؟ قال: ذهَب بصرُه. قال: أيُّها الملَكُ الطاهرُ ثيابُه، الكريمُ على ربِّه](٥)، وما الذي أَذْهَب بصرَه؟
(١) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "فقال". (٢) في ص، م، ت ١، ت ٢: "الطيبة". (٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ١٨٦ (١١٨٨٤) من طريق الحسنُ بن الحر، عن ليث بنحوه، مختصرًا. (٤) ليست في ص، م، ت ٢، ف. (٥) سقط من: ص، ت ١، ت ٢، ف.