فلما أَوَّلَ رُؤْياهما قالا: إنما كُنَّا نلعَبُ. قال: ﴿قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ﴾ (١).
حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا جريرٌ، عن عمارةَ، عن إبراهيمَ، عن عبدِ اللهِ، قال: ما رأى صاحبا يوسفَ شيئًا، إنما كانا تَحالما ليُجَرِّبا علمَه، فقال أحدُهما: ﴿إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا (٢)﴾. وقال الآخرُ: ﴿إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾. قال: ﴿يَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ﴾. فلما عَبَر، قالا: ما رَأَينا شيئًا. قال: ﴿قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ﴾: على ما عَبرَ يوسفُ.
حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سَلَمةُ، عن ابن إسحاقَ، قال: قال لمجلثَ: أما أنت فتُصْلَبُ فتأكُلُ الطيرُ مِن رأسِك. وقال لنبو: أما أنت فتُردُّ على عملِك، فيَرْضَى عنك صاحبُك، ﴿قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ﴾. أو كما قال (٣).
حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، قال: قال ابن جريجٍ: ﴿فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ﴾ (٤).
حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي
(١) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٣٤٣، ٣٤٤، وابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢١٤٨ (١١٦٣٢) من طريق محمد بن فضيل به. (٢) في ص، م، س، ف: "عنبا". (٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢١٤٧ (١١٦٢٨). ولكنه قال: ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد. فذكره. (٤) كذا في النسخ، والظاهر أن ههنا سقطا من الكلام.