وقال بعضُهم: المنُّ: الذى يَسْقُطُ على الثُّمامِ (٢) والعُشَرِ (٣)، وهو حُلْوٌ كالعسلِ، وإياه عَنَى الأعْشَى ميمونُ بنُ قيسٍ بقولِه (٤):
لو أُطعِموا المنَّ والسَّلْوَى مكانَهمُ … ما أبْصَرَ الناسُ طعْمًا فيهمُ نَجَعَا
وتَظاهَرَت الأخبارُ عن رسولِ اللهِ ﷺ أنه قال:"الكَمْأةُ مِنَ المَنِّ، وماؤُها شِفاءٌ للعينِ"(٥).
وقال بعضُهم: المنُّ شرابٌ حُلْوٌ كانوا يَطْبُخونه فيَشْرَبونه.
وأما أُميةُ بنُ أبي الصَّلْتِ الثقفىُّ فإنه جعَله في شِعْرِه عسلًا، فقال يَصِفُ أمرَهم في التِّيهِ وما رُزِقوا فيه (٦):
فرَأَى اللهُ أنهم بمَضِيعٍ … لا بذى مَزْرَعٍ ولا مَثْمُورا (٧)
= وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٧٠ إلى ابن المنذر. (١) في ر: "وقيل: المن عسل". والترنجبين: طل يقع من السماء، ندى شبيه بالعسل، جامد متحبب، وتأويله عسل الندى. الجامع لمفردات الأدوية والأغذية ١/ ١٣٧. (٢) الثمام: نبت معروف في البادية، ولا تجهده النعم إلا في الجدوبة. اللسان (ث م م). (٣) العشر: شجر له صمغ وفيه حراق مثل القطن يقتدح به. اللسان (ع ش ر). (٤) زيادة من: م، ت ١، ت ٢، ت ٣. والبيت في ديوان الأعشى ص ١٠٩. (٥) أخرجه البخارى (٥٧٠٨)، ومسلم (٢٠٤٩)، وغيرهما من حديث سعيد بن زيد. وينظر مسند الطيالسى (٢٥١٩)، وتفسير ابن كثير، تحقيق أبى إسحاق الحوينى ٢/ ٤٠٥ - ٤١٦. (٦) ديوان أمية ص ٤٤. (٧) المضيع والمِضيعَة: الاطراح والهوان. اللسان (ض ى ع).