حدَّثني عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ شَبُّويَه، قال: ثنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ، قال: ثنى عمروُ بنُ الحارثِ، قال: ثنى عبدُ اللهِ بنُ سالمٍ، عن الزُّبيديِّ، قال: ثنا سليمُ بنُ عامرٍ، أنه سمِع أبا أُمامةَ يقولُ: إن رجلًا أتى رسولَ اللهِ ﷺ، فقال: يا رسولَ اللهِ: أقِمْ فىَّ حدَّ اللهِ. مرَّةً أو (١) اثنتين، فأعرَض عنه رسولُ اللهِ ﷺ، ثم أقيمت الصلاةُ، فلما فرَغ رسولُ اللهِ ﷺ من الصلاةِ، قال:"أين هذا القائِلُ: أقِمْ فِيَّ حَدَّ اللهِ؟ ". قال: أنا ذا. قال:"هَلْ أَتْمَمْتَ الوُضُوءَ، وَصَلَّيْتَ مَعَنا آنِفًا؟ "، قالَ: نعم، قالَ:"فإِنَّكَ مِنْ خَطيئَتِكَ كَمَا وَلَدَتْكَ أُمُّكَ، فلا تَعُدْ". وأنزَل اللهُ جلَّ ثناؤه حينَئذٍ على رسولِ اللهِ ﷺ: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ﴾ إلى قولِه: ﴿لِلذَّاكِرِينَ﴾ (٢).
حدَّثنا ابنُ وكيعٍ، قال: ثني جريرٌ، عن عبدِ الملكِ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ أبي ليلى، عن معاذِ بنِ جبلٍ، أنه كان جالسًا عندَ النبيِّ ﷺ، فجاء رجلٌ، فقال: يا رسولَ اللهِ، رجلٌ أصاب من امرأةٍ ما لا يحِلُّ له، لم يدَعْ شيئًا يصيبه الرجلُ من امرأتِه إلا أتاه، إلا أنه لم يجامِعْها. قال:"يَتَوَضَّأُ وُضُوءًا حَسَنًا، ثُمَّ يُصَلِّى". فأنزَل اللهُ ﷿ هذه الآيةَ: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ﴾. إلى آخرِ الآيةِ، فقال: معاذٌ: هي له يا رسولَ اللهِ خاصةً، أم للمسلمين عامَّةً؟ قال:"بَلْ للمُسْلِمينَ عامَّةً"(٣).
حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبَرنا محمدُ بنُ
(١) فى ص، م ت ١، ت ٢، س، ف: "و". (٢) أخرجه الطبراني (٧٦٧٥) من طريق إسحاق بن إبراهيم به. (٣) أخرجه الدارقطني ١/ ١٣٤، والحاكم ١/ ١٣٥، والمروزي فى تعظيم قدر الصلاة ١/ ١٤٤ (٧٧) من طرق عن جرير به.