وقال آخرون: معنَى ذلك، إذا قُرِئَ كذلك: ﴿وَإِنَّ كُلًّا﴾: شديدًا وحقًّا، ﴿لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ﴾. قالوا (٧): وإنما يُرادُ إذا قُرِئَ ذلك كذلك: (وَإِنَّ كُلًّا لمًّا) بالتَّشديدِ والتنوينِ (٨)، ولكن قارِئُ ذلك كذلك حذَف منه التنوينَ، فأخرَجه على لفظِ "فَعْلَى": "لَمَّا"، كما فعَل ذلك في قولِه: ﴿ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى﴾ [المؤمنون: ٤٤] فقرَأ بعضُهم: (تترًى) بالتنوينِ -كما قرَأ من قرَأ:(لَمًّا) بالتنوينِ (٩) - وقرأها آخرون بغيرِ تنوينٍ، كما قرَأ:(لَمَّا) مَن قرأه بغيرِ تنوينٍ (١٠). وقالوا: أصلُه مِن اللَّمَمِ مِن قولِ اللهِ تعالى: ﴿وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا﴾ [الفجر: ١٩]. يعنى: أكلًا شديدًا.
وقال آخرون: معنَى ذلك، إذا قُرِئَ كذلك: وإنَّ كُلَّا "إِلَّا" لَيُوفيَنَّهم؛ كما
(١) في ص، ت ٢، س: "الأعداء". (٢) في س، ف: "فأصبحوا". (٣) في م: "يتباشرون". (٤) البيت في معانى القرآن للفراء ٢/ ٢٩، واللسان (ق د م) بغير نسبة. (٥) المخرم: منقطع أنف الجبل، وقيل: الطرق في الجبال وأفواه الفجاج. اللسان (خ ر م). (٦) فى م، ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "فارع". (٧) في ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف: "قال". (٨) هي قراءة الزهري، وينظر معانى القرآن ٢/ ٣٠، ومختصر الشواذ ص ٦٦. (٩) سيأتى تخريج هذه القراءة فى سورة المؤمنون ١٧/ ٤٩، ٥٠. (١٠) قراءة (لمّا) بالتشديد هى قراءة عاصم وابن عامر وحمزة، وقراءة التخفيف هي قراءة الباقين وهم نافع وابن كثير وأبو عمرو والكسائي. التيسير ص ١٠٣.