والقولُ في ذلك عندي أنهما قراءتان قد قرَأ بكلِّ واحدةٍ منهما أهلُ قُدْوةٍ في القراءةِ، وهما لغتان مشهورتان في العربِ، معناهما واحدٌ، فبأيَّتِهما قرَأ القارئُ فمصيبٌ الصوابَ في ذلك.
وأما قولُه: ﴿إِلَّا امْرَأَتَكَ﴾. فإن عامةَ القرأةِ مِن الحجازِ والكوفةِ، وبعضَ أهلِ البصرةِ، قَرءوا بالنصبِ: ﴿إِلَّا امْرَأَتَكَ﴾ (٤)، بتأويلِ: فأسْرِ بأهلِك إلا امرأتَك، وعلى أن لوطًا أُمِر أن يسْرِيَ بأهْلِه سِوى زوجتِه؛ فإنه نُهِي أن يسْرِيَ بها،
(١) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "وأسر". (٢) بعده في ص، ت ٢، س، ف: "بهم". (٣) قرأ ابن كثير ونافع: (فاسرِ بأهلِك). من سريت [بغير همز] وقرأ الباقون: ﴿فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ﴾ من أسريت. السبعة لابن مجاهد ص ٣٣٨. (٤) هي قراءة نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي. المصدر السابق.