وقال بعضُ أهلِ الكوفةِ (١): كلُّ [شيءٍ شُوى](٢) في الأرضِ، إذا خَدَدتَ له فيها (٣) فدَفَنتَه وغَمَمتَه فهو الحَنيذُ والمحنوذُ. قال: والخيلُ تُحنَذُ إِذا أُلقيت عليها الجِلالُ (٤) بعضُها على بعضٍ لتَعرَقَ. قال: ويقالُ: إذا سَقَيتَه فأحنِذْ. يعني: أخفِسْ، يريدُ: أقِلَّ الماءَ وأكثرِ النبيذَ.
قال (٥): وأما أهلُ التأويلِ فإنهم قالوا في معناه ما أنا ذاكِرُه.
وذلك ما حدَّثني به المثنى، قال: ثنا عبدُ اللَّهِ بنُ صالحٍ، قال: ثنى معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿بِعِجْلٍ حَنِيذٍ﴾. يقولُ: نضيجٍ (٦).
حدَّثني المثنى، قال: ثنا أبو حُذيفةَ، قال: ثنا شبلٌ، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿بِعِجْلٍ حَنِيذٍ﴾. قال: العجلُ حَسيلُ البقرةِ (٧)، والحنيذُ الشَّويُّ (٨) النضيجُ.
حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابنِ جريجٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى﴾. إلى: ﴿بِعِجْلٍ حَنِيذٍ﴾. قال: نَضِيجٍ سخنٍ، أُنضِجَ بالحجارةِ.
(١) هو الفراء كما في تهذيب اللغة ٤/ ٤٦٥. (٢) في ص، م، ف: "ما انشوى"، وفي ت ١، ت ٢، س: "من شوى". (٣) في ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف: "فيه". (٤) الجلال: جمع الجلُ، وهي الذي تُلبَسه الدابة لتصان به. اللسان (ج ل ل). (٥) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف. (٦) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٣٣٨ إلى المصنف وابن المنذر. (٧) في ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف: "البقر". (٨) في ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف: "المشوي".