حدَّثني الحارثُ، قال: ثنا عبدُ العزيزِ، قال: ثنا سفيانُ: ﴿وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ﴾. قال: جبلٌ بالجزيرةِ، شَمَخت الجبالُ، وتواضَع حينَ أرادتْ أن ترفأَ عليه سفينةُ نوحٍ.
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ﴾: أبقاها اللهُ لنا بوادي أرضِ الجزيرةِ عِبرةً وآيةً (٢).
حُدِّثتُ عن الحسينِ، قال: سَمِعتُ أبا معاذٍ، قال: ثنا عبيدُ بنُ سليمانَ، قال: سمِعتُ الضحاكَ يقولُ: ﴿وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ﴾: هو جبلٌ بالمَوصلِ (٣).
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، قال: ذُكرَ لنا أن نوحًا بعثَ الغرابَ لينظرَ إلى الماءِ، فوجدَ جِيفةً فوقعَ عليها، فبعَث الحمامةَ فأتَته بورقِ الزيتونِ، فأُعطِيَتِ الطوقَ الذي في عنُقِها، وخضابَ رِجليها (٤).
حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، عن ابنِ إسحاقَ، قال: لما أرادَ اللهُ أن يَكُفَّ ذلك - يعني الطوفانَ - أرسلَ ريحًا على وجهِ الأرضِ، فسكَن الماءُ، واستدَّت (٥) ينابيعُ الأرضِ الغمرَ الأكبرَ، وأبوابُ السماءِ. يقولُ اللَّهُ تعالى (٦): ﴿وَقِيلَ يَاأَرْضُ
(١) أخرج نحوه ابن سعد في طبقاته ١/ ٤٠ من طريق آخر عن ابن عباس مطولًا. (٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ٢٠٣٧، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٣٣٥ إلى أبي الشيخ. (٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ٢٠٣٧ من طريق آخر عن الضحاك به. (٤) تفسير عبد الرزاق ١/ ٣٠٤ عن معمر به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٣٣٤ إلى أبي الشيخ. (٥) في ت ٢، س: "اشتدت". (٦) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "لمحمد".