وذُكِر أن الحسنَ قال في قولِه: ﴿وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ﴾ [الذاريات: ٤٩]: السماءُ زوجٌ والأرضُ زوجٌ، والشتاءُ زوجٌ والصيفُ زوجٌ، والليلُ زوجٌ، والنهارُ زوجٌ، حتى يصيرَ الأمرُ إلى اللَّهِ الفردِ، الذي لا يُشْبِهُه شيءٌ.
وقولُه: ﴿وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ﴾. يقولُ: واحمِلْ أهلَك أيضًا في الفلكِ. يعني بالأهلِ: ولدَه ونساءَه وأزواجَه. ﴿إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ﴾. يقولُ: إلا مَن قلتُ فيهم (٧): إني مُهْلِكُه مع مَن أُهْلِكُ مِن قومِك.
ثم اختَلفوا في الذي اسْتَثْناه اللَّهُ مِن أَهلِه؛ فقال بعضُهم: هو بعضُ نساءِ نوحٍ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، قال: قال ابنُ جريجٍ:
(١) ديوانه ص ١٠٧. (٢) الاحتباء بالثوب: الاشتمال. ينظر اللسان (ح ب و). (٣) شرح ديوان لبيد ص ١١. (٤) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "وذي". (٥) المقنب من الخيل: جماعة منه، ومن الفرسان، تجتمع للغارة. ينظر تاج العروس (ق ن ب). (٦) في ص، ت ٢: "صوته". وفي ت ١، س: "صورته"، وفي ف: "صدرته". (٧) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "منهم".