فإنه من اتَّبعتُ، مشددةَ التاءِ غير مهموزةِ الألفِ
﴿بَغْيًا﴾ على موسى وهارونَ ومَن معهما مِن قومِهما مِن بني إسرائيلَ، ﴿وَعَدْوًا﴾. يقولُ: واعتداءً عليهم.
وهو مصدرٌ مِن قولهم: عَدا فلانٌ على فلانٍ في الظلمِ، يَعدو عليه عدوًا. مثل: غزا يَغْزُو غزوًا.
وقد رُوى عن بعضِهم أنه كان يقرَأُ:(بغيا وعُدُوا)(١). وهو أيضًا مصدرٌ مِن قولهم: عَدَا يعدوا عدُوًّا. مثل: علا يَعلو عُلوًّا.
﴿حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ﴾، يقولُ: حتى إذا أحاطَ به الغرقُ. وفي الكلامِ متروكٌ قد تُرِك ذكرُه اكتفاءً (٢) بدَلالةِ ما ظهَر مِن الكلامِ عليه، وذلك: ﴿فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا﴾، فيه فغَرَّقناه، ﴿حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ﴾.
واختلَفت القرأةُ فى قراءةِ ذلك. فقرَأه بعضُهم، وهو قراءةُ عامةِ أهلِ المدينةِ والبصرةِ: ﴿أَنَّهُ﴾، بفتحِ الألفِ مِن ﴿أَنَّهُ﴾ على إعمالِ آمنتُ فيها ونصبِها به (٤).
(١) هي قراءة الحسن وقتادة وأبو رجاء وعكرمة، وهي قراءة شاذة. ينظر مختصر شواذ القراءات لابن خالويه ص ٦٣. (٢) سقط من: م، ت ١، ت ٢، س، ف. (٣) فى م، ت ٢:" أشرف". وأشفى على الشيء: أشرف عليه. اللسان (ش ف ى). (٤) وهى قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وعاصم. ينظر السبعة ص ٣٣٠، والكشف عن وجوه القراءات ١/ ٥٢٢.