بل لو شَهِدْتِ الناسَ إذ تُكُمُوا … بِغُمَّةٍ لو لم تُفَرَّجْ غُمُّوا
وقيل: إن ذلك من الغمِّ؛ لأن الصدرَ يضيقُ به، ولا يَتَبَيَّنُ صاحبُه لأمرِه مَصدرًا يَصْدُرُه، يَتَفَرَّجُ عليه (٢) ما بقلبِه (٣)، ومنه قولُ خنساءَ (٤):
وكان قتادةَ يقولُ فى ذلك ما حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا محمدُ ابنُ ثَوْرٍ، عَن مَعْمَرٍ، عن قتادةَ: ﴿أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً﴾. قال (٦): لا يَكْبُرُ (٧) عليكم أمرُكم (٨).
وأما قولُه: ﴿ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ﴾ فإن معناه: ثم أمضُوا إلىَّ ما في أنفسِكم وافْرَغوا منه.
كما حدَّثني محمدُ بنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابنُ ثَوْرِ، عَن مَعْمَرٍ، عن قتادةَ: ﴿ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ﴾. قال: اقْضُوا إلىَّ ما كنتم قاضِين (٩).
(١) كذا في النسخ، والبيت لأبيه العجاج وهو في ديوانه ص ٤٢٢. (٢) فى م: "عنه". (٣) فى ت ١: "يغلبه"، وفى ف: "تفلته". (٤) أنيس الجلساء ص ١١. (٥) في الديوان: "ومختنق". (٦) في م: "قالا". (٧) في ص، س، ف: "يكثر" (٨) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٩٦٩ من طريق محمد بن عبد الأعلى به، وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/ ٢٩٦ عن معمر به، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٣/ ٣١٣ إلى ابن المنذر وأبى الشيخ. (٩) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٩٧٠ من طريق محمد بن عبد الأعلى به، وأخرجه عبد الرزاق = ـ